كتبت : سامية عبدالقادر
تطل علينا الدراما المصرية في موسم رمضان الحالي 2022 بمجموعة متنوعة من المسلسلات المتميزة ومن بين هذه المسلسلات مسلسل انحراف وهو من مسلسلات الاثارة المأخوذ عن قصص حقيقية والتي تدور احداثه حول بطلته المحورية روجينا التى تقوم بدور طبيبة نفسية يلجأ اليها العديد من ابطال العمل بعد ان انحرفوا عن المسار الطبيعي للحياه وتعمل على حل مشاكلهم ولكن بطريقتها .
المسلسل تأليف مصطفى شهيب وإخراج رؤؤف عبدالعزيز وبطولة كوكبة فنية كبيرة روجينا محمد لطفي احمد صفوت ندا عادل لوسي الطفلة جنا رامي الطمباري نانسي صلاح .ولهذا توجه ،موقع هايدي نيوز،الي الاخصائية النفسية والإرشاد النفسي بجامعة عين شمس رباب وطني لتحلل لنا ابعاد شخصية الطبيبة النفسية التي وضعت علامات استفهام عديدة وجعلت الكثيرين من مشاهدي المسلسل لا يفهمون ابعاد شخصية روجينا ولماذا تتجه طبيبة الي القتل المتكرر.. التي تقوم بدورها روجينا ، وصرحت الاخصائية النفسيةرباب وطني لدور روجينا . قائلة ..
الفنانة روجينا بمسلسل ،انحراف، فهى تلعب دور القاضي ومفتى الديار وتصدر الحكم على الظالم وتقوم بتنفيذه.
ويتناول المسلسل عدد من الجرائم التي حدثت بالفعل في مجتمعنا ليعكس ما يعانيه المجتمع من احداث عنف .
ولكن المثير في المسلسل هو شخصية الدكتورة حور التي تقوم بتجسيدها الفنانة روجينا. فنراها تأخذ بحق المظلومين عن طريق القتل المتسلسل للظالمين دون الاعتبار لأحكام القانون .فما السر وراء هذه الشخصية ؟
وهل توجد مثل هذه الشخصية في الواقع؟
في علم الجريمة لا يوجد شيء اسمه تعدد جرائم النفس والجاني الذى يقتل لأكثر من مرة لا يمكن ان يكون شخصية سوية. فحياته بالتأكيد تحتوى شيئا أصابه بالمرض النفسي. كما اثبتت العديد من الدراسات ان القاتل الذى يقوم بجرائم قتل متعددة يعود الى طفولة غير مستقرة وعائلة مفككة كما انه شخص لا يشعر بالندم ولديه عدوانية كبيرة ومن هذه الامراض النفسية التي تكون سببا في ارتكاب جرائم القتل مرض الفصام والهوس الشديد والاكتئاب الشديد او السوداوى الذى يقتل فيه المريض كل من يحبهم ثم يقدم على الانتحار وبعض من اضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع او السيكوباتية.
ولكن لم يفصح لنا المسلسل حتى الان عن نوع العقدة او الاضطراب النفسى الذى أصاب هذه الطبيبة والذى حولها الى سفاح محترف . ويظهر لنا المسلسل تلذذ الطبيبة بالقتل وهذا عرض من الاعراض السيكوباتية.
والسفاح او القاتل المتسلسل لا يقتل تبعا لأيدولوجيا (حتى ولو كان يختار ضحاياه حسب الجنس او اللون او القبيلة او الدين) وليس بتعصب او كسب المال ولكن الدافع الرئيسي هو الإحساس بالقوة الذى تمده به جرائمه. وبصفة عامة يكون الدافع وراء القيام بجرائم القتل المتعددة هو الرغبة في الشعور بالقوة وهذا ما يعكسه المسلسل حيث انها تنتقم ممن يسيئون للأنثى وفى بداية المسلسل قامت بقتل زوجها مما يوحى بتعرضها لإساءة بالغة في طفولتها دفعتها للانتقام والثأر لنفسها عن طريق الانتقام لمرضاها ففي كل مره تنتقم من ظالم تشعر انها تنتصر لنفسها وهذا ما يعكسه أدائها واحساسها بالمتعة عند القيام بالقتل.
وقد شهد العالم قصص كثيره عن سفاحين او قتله متسلسلين وجميعهم يشتركون في صفات مشتركة مثل ظهورهم كأشخاص عاديين تماما ويبدون كأشخاص طبيعيين وفاعلين في المجتمع الامر الذى يستغلونه كقناع يخفى حقيقتهم القبيحة.ايضا لديهم عشق السيطرة حيث انه يوجد علاقة غرام بين السفاحين والقوة حتى بعد القبض عليهم تجدهم حريصين على ممارسة قدر من السيطرة.
ايضا يمتلكون قدرة مخيفة على التلاعب بالمواقف ويلقون دائما باللوم على الاخرين .ايضا يمتلكون شخصية ساحرة ظاهريا ويمتلكون قدرة فائقة على معرفة مشاعر الاخرين ورصد نقاط ضعفهم مما يمكنهم من اقناع ضحاياهم بالقيام بأمور عادية . وقد تناولت الدراما المصرية قصص العديد من القتلة ولكن تم تقديمهم في صورة ابطال مثل قصة أدهم الشرقاوي الذي لا نعلم هل هو مجرم وقاطع طريق وسارق بقر. ام بطل قومي يدافع عن البسطاء. فهل سيقع المشاهد في هذه الحيرة بالنسبة لبطلة مسلسل انحراف ويرى انها بطله لأنها قامت بأخذ حقوق المظلومين وفقا لطريقتها. أم سيراها شخصية مضطربة تسببت فى العديد من الجرائم.