أخبار عاجلة
الكاتبة أميمة عبدالعزيز زاهد
الكاتبة أميمة عبدالعزيز زاهد

الأنثى الخارقة! بقلم أميمة عبدالعزيز زاهد

قال نزار قباني في إحدى قصائده: أو فوق دفاتر أشعاري.. وأنت خيرتني أيضاً، لكن بأسلوب مختلف تماماً.. خيرتني بين أمرين أحلاهما مرّ؛ فإما أن تغادر حياتي من دون عودة، وإما أن أقبلك بأسلوبك وأستمر معك حسب رؤيتك وبطريقتك الخاصة، سواء أعجبتني أم لم تعجبني.. ناسبتني أم لم تناسبني، وحددت قرارك واتخذته وطلبت مني الاختيار من دون أن تمنحني حتى فرصة للمناقشة أو التفكير .

آه يا سيدي كم أنت ديكتاتور! دعني أسألك… هل أنت حقيقة بحاجة إلى أنثى تعيش معك في دائرة حياتك، أم أنَّك متكيّف مع نفسك وذاتك وعالمك الخاص وليست لديك رغبة في إحساس ينبض مع قلبك، وفكر يثري عقلك ويد تمسح دمعك؟!

أنت يا سيدي لست بحاجة إلى امرأة تشعر بلونك وطعمك وتحيط بكل صغيرة وكبيرة في حياتك وتكون مسؤولة عن برنامجك اليومي؛ تشجعك على العمل، وتدعّمك إذا نجحت، وتواسيك إذا حزنت، وتدفعك للراحة.. امرأة تشعر بغيرتها وشوقها ولهفتها عليك، وفي كل الأحوال لن تخرج إجابتك عن أمرين؛ إما تحتاج أو لا تحتاج، ولو كان ردك الثاني فلا مشكلة، فالأمر بذلك يكون قد انتهى، أما إذا كان الأول ففكر مرة واثنتين وعشر مرات، فكّر بعقلك وقلبك وجوارحك، فكر بصدق وإحساس عميق فيمن تختارها، هل تريدها امرأة خارقة تبتسم في عزِّ ألمها؟! تريد منها وهي في قمة احتياجها أن تنتظر رؤيتك من دون أن تمل أو تشتكي أو تسأل أو تستفسر وتسلّم لك تسليماً مطلقاً بلا تمرد ولا ثورة ولا قناعة..

إمعة توافق على ما يرضيك وتصفق على تصرفاتك وتدعّم سلبياتك، أم تفضّل من تشاركك أفكارك وآمالك وأحلامك، وتقبلك بكل ما فيك من مميزات وعيوب، وتكون مرآتك الصادقة لكل أقوالك وأفعالك؟! أنت تطلب امرأة لم ولن تجدها..

تطلب امرأة خارقة وجودها مستحيل طالما لها قلب ومن لحم ودم، فمن سابع المستحيلات أن تجد مخلوقة على مزاجك.

أما بالنسبة لي فإنني قد اخترت بعد أن تيقنت بأنَّه شتان بين طباعك وطباعي، بين انفعالاتي ولامبالاتك، والأهم بين احتياجاتي ومتطلباتك، وتأكدت أنني لن أتمكن من الاستمرار معك فلست بالمرأة السوبر ولا بالأنثى الخارقة، أنا يا سيدي في الفترة البسيطة التي عرفتك فيها وتتلمذت خلالها على يديك حاولت أن أتعلم فنون الإهمال والتجاهل، لكنني فشلت في أن أجمد أحاسيسي ومشاعري، فشلت في التصنع والاستمرار، فشلت في أن أصمت أمام كل ما يضايقك والبوح بأي حقيقة تمس واقعك؛ حتى لا تقوم ثائرتك الداخليَّة. فأنا منذ البداية وحتى النهاية إنسانة ولست آلة.

أنثى ولست رجلاً.

الكاتبة أميمة عبدالعزيز زاهد

من مواليد المدينة المنورة مدربة تربوية ومستشارة إعلامية لديها العديد من المؤلفات الاجتماعية معروفة بكتاباتها الرومانسية والواقعية المؤثرة في مجتمعها خاصة من الجيل الجديد.

 

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن heidi1news

شاهد أيضاً

د شيرين العدوي تكتب : ألف

هل نحن مستعدون للتفكير فى حياتنا، وقراراتنا، وما نخفيه داخل أعماقنا؟! هل نعيش حياتنا بصدق؟ …