بدموع ونحيب ودع العالم العربي اليوم عروسة الشهداء، شرين أبوعاقلة، ابنة القدس، صاحبة الطلة المألوفة والعبارات الرنانة، مناضلة وفارسة وهبت نفسها من أجل قضية الأرض الطاهرة ارض البواسل فلسطين، ناضلت بالصوت والصورة وبالروح أيضا.
رحلت شيرين برصاص العدو الغادر، في مشهد حزين مخلد في الذاكرة، كمشهد الطفل الدرة، فالقاتل واحد والمكان واحد والضحية فلسطينية عزيزة النفس، كل مرة نودع العظماء الأوفياء بدون الأخد بالثأر، صمت رهيب لا يسمع فيه إلا آذان المآذن وأجراس الكنائس ليس حزنا على رحيل شيرين لأنها رحلت وهي متوجة بتاج الشجاعة والكرامة والعزة بل حزنا على وفاة كرامة العرب. تقف شرين اليوم أمام الله وهي حاملة كتابها الذي كتبته بدمائها الزكية، فاليوم اتضحت الصورة وغابت التغطية وغاب الخبر أيضا وحل محله نعيا كتب بدمع الحر والأسير.
رحلت شيرين وتركت في هذه الدنيا نفوسا مريضة استكترت عليها كلمة “شهيدة”، هذه النفوس التي تظن أن مكانها الجنة لا محالة، هذه النفوس التي تتوهم أن بيدها الرحمة والمغفرة، اي نص قرآني منحهم حق احتقار الإختلاف، ونسوا أن رحمة الله واسعة، السلام لروحك الطاهرة نامي واسعدي بمقامك اليوم فأنت عروس اليوم أيتها الشهيدة الباسلة.