سيمون الفنانة المهذبة، صاحبة طلة مريحة، صوتها الهادئ والدافئ يتسلل إلى القلب فيتملكه، موهبتها في التمثيل تصل إلى درجة الإبداع يكفي أنها اختيرت لتقف أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
نجمة كانت ولازلت منذ التسعينات، حفرت اسمها في سجل العظماء، احببنا أغانيها بل عشقناها، لون مميز لا يقبل إلا منها بخفة دمها، رصيدها الفني راسخ في وجدان جمهورها ليس فقط المصري بل المغربي أيضا، مرتبط بفترة زمنية كانت غنية بالمبدعين الكبار، لكن موهبتها الفذة جعلت لها مكانة مميزة بينهم، اختفت عن الأنظار لتمتحن جمهورها الذي نجح في الاختبار، عادت لتجد مكانتها محفوظة في كل القلوب وهذا إن دل على شئء فهو يدل على صدقها وذكائها، عادت سيمون وأعادت لنا الحنين إلى الزمن الجميل.
لها قصة خاصة مع المغرب، عشقها له ليس له حدود، مغرمة بتفاصيله بتراثه وتاريخه أيضا، عاشقة للقفطان المغربي و مطبخه الغني، منبهرة أيضا بأساطيره وشخصياته، ما دفعها لتقديم شخصية “عيشة قنديشة” الأسطورة المعروفة في المغرب، بل وتبهر بها النقاد قبل الجمهور.
تبقى سيمون تلك الفنانة راقية المشاعر، رمزا من رموز الفن الهادف صاحب الرسالة ابسامية، فمهما اختلفت الشعوب يبقى الفن لغة الحب التي توحد القلوب وهذا ما تقدمه لنا هذه الفنانة الجميلة.