قد تستمر الحياة الزوجية رغم المعاناة والألم والعذاب والمصادمات والمشاحنات ولا تفكر الزوجة في الطلاق وتظل تتحمل العبء والألم والمعاناة وبالتأكيد تعيش حياة زوجية غير مستقرة وغير سعيدة.
وأسباب التحمل والصبر كثيرة ومتعددة فهناك زوجة لا تتخيل أبداً فكرة الانفصال أوالابتعاد عن شخص عاشرته وعاشت معه مهما كان زوجها سيئ الطباع فالحياة رغم مساؤها أفضل لها من حياة ما بعد الطلاق فهي لا تريد أن تصبح مطلقة بلا رفيق أو شريك ومثل هذه الزوجة لديها تكوينها الشخصي الخاص بها فالطلاق بالنسبةلها استعداد نفسي يحتاج للقدرة على الاستقلالية والاستغناء بدون ألم عن الوليف كما أن هناك من تخشى أن تحيا حياتها بدون رجل أو تخاف من فكرة التغيير والحياة مره أخرى مع إنسان جديد تسيطر عليها فهل ستجد شريك مناسب ؟ وهل هناك ضمان للنجاح في حياة جديدة ؟ ولماذا تبدأ من جديد ؟ الكثير من الأسئلة تلح على خاطرها وتدعوها للتردد والقلق وفي النهاية تستسلم وتتقبل الواقع والاستمرار في نفس الحياة حتى لو كانت في منتهى القسوة خير لها من المجازفة والمخاطرة.
وهناك من ترى أن الحياة الصعبة والمتعبة التي تعاني منها تحقق لها إشباع في جوانب أساسية و حيوية ومهمة بالنسبة لها فمادامت الحياة مستمرة فلتستمر بها كما هي لأنها تظن في أعماقها أنالظروف لن تتبدل ولن تتغير ولن يكون هناك الأفضل ولا داعي لخوض تجربة جديدة لأنها غالبا لن تنجح فيها.
وهناك من تتكيف مع حالتها ويمنحها الله سبحانه وتعالى القدرة على التحمل في ظروف صعبة والاستمرار في محاولة بذل الجهد لتغير الطرف الأخر
وهناك الكثيرات تتحمل بسبب الأبناء كي ينشئوا بين الأم والأب حتى لو باعدت بينها وبين زوجها الأميال الحسية والعاطفية والمعنوية لقسوته وبرودة مشاعره وحتى لو عاشت منفصلة عنه روحاً وجسداً المهم أن تعيش كأسرة واحده للمحافظة على الشكل الاجتماعي والعائلي أمام أبنائها والمجتمع.
وهناك من ترى بأن الوقت قد فات للطلاق ولا مجال لتبدأ بداية جديدة مع عدم وجود حد ادنى لضمان النجاح فالبداية الجديدة تحتاج إلى قوة نفسية وجسدية
وهناك من تتخذ أصعب قرار في حياتها وتطلب الطلاق وتقرر أن تبدأ من جديد فليس لديها أي استعداد أن تتحمل تجربتها الفاشلة حتى تنتهي الحياة فهي لن تعيش سوى مرة واحدة لذا يجب أن تعيشها كما ينبغي .
همس الأزاهير
إن البشر تتفاوت في تقبلها لواقع حياتها فهناك من لا يستطيع أن يعيش وحيداً بدون شريك فهو يحتاج لشخص قريب منه يتحدث معه ولا يستطيع أن يحيا بدون عاطفة وقد تسوء حياته بدون زواج وهناك من يستطيع العيش وحيداً ويواجه الحياة بمفردة ولا يهتم بنظرة المجتمع من حوله ويتكيف مع شكل الحياة الجديدة وقادر على الحياة بدون عاطفة.