بقلم .. مريم الشكيلية
سلطنة عُمان
منذ يومين فقدت صلتي بالفرح….
منذ ذاك الصباح الصيفي الحار وأنا أزحف للخروج من سريري كفراشة تبللت جناحيها بوهم الندى …..
كنت متعبة ليلة أمس بوحدتي التي حولتني إلى شرنقة ينطوي كل جزء مني بعضه في بعض….
أعلم إنك مللت من رماد حبري وإنك تنتظر أن أبعث لك سطور مزهرة بربيع أيار المشمس….
وإنك قد قرأت رسالتي الأخيرة منذ ثلاثين يوماً وأخبرتني إنني أنثى تضع مساحيق حزن أكثر مما يجب حتى ذبل حقل ملامحي….
لا يا سيدي لست إمرأة تجالس حداد الأيام المتعثرة ولا أرتشف البكاء في فناجين القهوة…
أردت دائماً أن أصل إلى مشبك الأمل وأن أشد بكلتا يدي على مقبض الفرح الأبيض لأخرج من شرنقتي هذه….
سيدي أردت دائماً أن أسكب مدادي الحبري الأزرق كسماء مدينتنا وأن أغتسل بضوء الشرق حتى يأخذني إلى حدود الحلم…
ما زلت أجهش بالكلمات التي تعرفني بها وتحفظها عن ظهر نبض رغم إندثاري عندما يتملكني الضجر ويهوي بي إلى قاع واقعي لا حلمي…
ما زلت أتمسك بخيوط أمل… وإنني على يقين أن يوماً ما سوف ينقشع هذا اليأس مني وستطحطم جدارنه الباردة….