كتبت : هبه عبدالفتاح
شارك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبر الاتصال المرئي في فعاليات “المشاورات الإقليمية للاتفاق العالمي للاجئين في المنطقة العربية” التي نظّمتها جامعة الدول العربية بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في القاهرة أمس، وقد مثّل المركز مدير إدارة الإغاثة العاجلة فهد بن عايض العصيمي، بحضور عدد من ممثلي المنظمات الدولية الإنسانية والمؤسسات الأكاديمية والجهات المعنية.
وأوضح العصيمي أن المملكة تقدم المساعدات الإنسانية المختلفة للمحتاجين في الدول الشقيقة والصديقة التي تعاني أزمات وكوارث إنسانية، انطلاقًا من إيمانها ورؤيتها بوصفها عضوًا فعالًا في المجتمع الدولي، وشملت مساعداتها الإغاثية والإنسانية والتنموية الكثير من الدول النامية، ولا تزال جسورها الخيرية ممتدة بالعطاءات الإنسانية المستمرة، مشيرًا إلى أهم مرتكزات المملكة في مجال دعمها اللاجئين المتمثلة في مدّ يد العون للمحتاجين في العالم والمساعدة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول النامية، و تقديم المساعدات بحيادية بعيدًا عن أي دوافع غير إنسانية أو تنموية، وتطبيق جميع المعايير الدولية المتبعة في البرامج الإغاثية الإنسانية والتنموية، واحترافية وكفاءة العاملين في القطاع الإنساني والتنموي والإغاثي، وضمان وصول المساعدات لمستحقيها وألا تستغل لأغراض أخرى، على أن تتوافر في المساعدات الجودة العالية.
وأضاف أن حجم المساعدات السعودية المقدمة للاجئين والنازحين حول العالم خلال العقدين الماضيين تجاوزت 17 مليار دولار أمريكي خصص منها للمنظمات الأممية والدولية ما يتجاوز مليار دولار، فيما بلغ عدد المشاريع المقدمة للاجئين خارج المملكة بين عامي (1992 – 2021) 305 مشروعات بقيمة 963 مليوناً و233 ألف دولار، استفادت منها 10 دول، أبرزها سوريا وفلسطين واليمن والبوسنة والهرسك وأفغانستان، شملت قطاعات الأمن الغذائي والزراعي و الإيواء والصحة والتعافي المبكر والتعليم و المياه والإصحاح البيئي والأمن والحماية وغيرها.
وأوضح أن إجمالي الدعم المقدم من المملكة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) منذ تأسيسها تجاوز مليار دولار ، فيما تجاوز الدعم السعودي المقدم للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 300 مليون دولار أمريكي، مشيرًا إلى رعاية المملكة ومشاركتها في العديد من المؤتمرات لدعم اللاجئين والنازحين.
وبيّن أن المملكة أسهمت أيضاً في دعم الدول المستضيفة للاجئين حول العالم، و في تقديم الدعم التنموي لصالح قطاعات البنية التحتية في الدول المستضيفة للاجئين للتخفيف من عبء استضافتها لهم، مفيدًا أن المملكة تأتي في المركز الثالث عالميًا من حيث استضافة عدد المهاجرين، بواقع 13 مليون مهاجر من حول العالم خلال العام 2020م، بما يعادل 37% من إجمالي عدد السكان.
وتحدث عن الزائرين (اللاجئين) إلى المملكة العربية السعودية البالغ عددهم مليوناً و95 ألف فرد من الجنسيات اليمنية والسورية والروهينجا، ومنحوا الإقامة داخل المملكة لحين تحسن الأوضاع في بلدانهم أو السفر إلى بلدان أخرى، مبيناً أن المملكة تتيح لهم الحصول على الخدمات الصحية والتعليم مجانًا، وتحرص على اندماجهم في المجتمع وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة ولا تضعهم في مخيمات لجوء، كما تتيح فرص العمل لهم.
ودعا إلى دعم الاستقرار والأمن وإحلال السلام في المناطق التي تعاني اضطرابات وأزمات ليكون ذلك محفزًا للاجئين للعودة إلى بلادهم، ودعم أوضاع البلدان المصدرة للاجئين والمهاجرين ليتمكنوا من العودة إلى أراضيهم وديارهم بأمان وكرامة، وتنفيذ البرامج والمشاريع الخاص بإعادة الإدماج المجتمعي وخلق فرص العمل للاجئين في بلدانهم.
وتناولت الجلسات عدة محاور مهمة مثل اتجاهات النزوح في المنطقة، والاتفاق العالمي بشأن اللاجئين، ودور المنظمات التنموية لتعزيز تفعيل الاتفاق العالمي للاجئين في المنظمة العربية، واستعراض جهود الدول الأعضاء بالجامعة العربية حول تفعيل الاتفاق العالمي للاجئين.