كتبت : هبة عبدالفتاح
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” أن للإعلام تأثيراً بالغاً في النهوض بالمجتمعات، وهذا التأثير أصبح معمقاً وأكثر شمولاً مع التقدم الرقمي والذكاء الاصطناعي، الذي انعكس بصورة واضحة على الإعلام الاجتماعي وارتباطه بقضايا الطفولة، لافتاً الانتباه إلى أن هذا الإعلام أصبح أحد أهم وسائل التنشئة الاجتماعية ، جاء ذلك في افتتاح الاحتفالية التي نظّمها كل من المجلس العربي للطفولة والتنمية، وجامعة الدول العربية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” اليوم لإطلاق “دليل تصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية”، تحت شعار “إعلام صديق للطفل”، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر أسامة بن أحمد نقلي، ومشاركة ممثلي الآليات المعنية بالطفولة في الدول العربية، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بقضايا الطفولة في المنطقة العربية.
وقال سموه: إن لقاءنا اليوم نوعيّ، وذلك لأنه يستهدف تأسيس قاعدة مهمة في حماية الطفل بإطلاق دليل استرشادي لتصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية، مضيفاً أن هذا الإنجاز -الذي تم في إطار مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي- يأتي ضمن الشراكة الإستراتيجية بين مؤسساتنا التنموية وبين جامعة الدول العربية ، وأوضح سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال أن المخاطر الناشئة والماثلة والمتوقعة جراء التغيرات التي أحدثها الإعلام الحديث جاءت لتؤكد أهمية فكرة المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، وذلك في متابعة تحليل وتقويم ما يصدر عن الإعلام العربي من تجاوزات تتنافى مع مصلحة الطفل الفضلى، وبما يسهم في إثراء المحتوى الإعلامي وتمكينه من ترسيخ حقوق الطفل في المجتمعات العربية.
وحث سمو رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية الإعلام العربي -كُتّاباً ومؤسسات وممارسين- لتبني هذا الدليل، واتخاذه مرجعاً لإيجاد البديل اللغوي المتوافق مهنياً مع حقوق الطفل، داعياً الإعلام العربي بأطيافه وأنواعه ومستوياته للإسهام في صون حقوق وكرامة الأطفال، والحرص على المعايير المهنية الرصينة والمواثيق الإعلامية ، وشدد سمو الأمير عبد العزيز بن طلال في ختام كلمته على التزام المجلس العربي للطفولة والتنمية بالوفاء بالتزاماته والاستمرار في دعم المرصد الإعلامي لحقوق الطفل، وصولاً إلى محتوى إعلامي وثقافة مجتمعية تسهم في تنشئة سليمة للطفل العربي، فهو رأس المال الحقيقي لاستثمار الأمة في رهانها على المستقبل.
من جهتها أكدت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة في كلمتها أهمية إطلاق دليل “تصحيح المصطلحات والصور الخطأ التي يتم تداولها حول الأطفال بوسائل الإعلام بالدول العربية”، نظراً لخطورة هذه المصطلحات والصور في ترويج صور ذهنية ومعانٍ ومفاهيم سلبية حول الأطفال، مشيرة إلى أن الدليل يتضمن قوائم تضم ما يقرب من 900 مصطلح وصورة خطأ مع البديل المهني المناسب لها بهدف ضبط اللغة الإعلامية المتداولة حول الأطفال وفق مقاربة حقوقية وتنموية، تحد من استخدام مصطلحات ومفاهيم وصور خطأ للأطفال.
وأضافت أن هذا الدليل من شأنه أن يكون بوصلة الاتجاه الصحيح لما يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام نحو التصدي لانتهاكات حقوق الأطفال في وسائل الإعلام وحمايتهم من جميع أشكال الاستغلال، داعية الإعلام العربي من رؤساء تحرير وصحفيين وإعلاميين ومعدّي البرامج الخاصة بقضايا الأطفال للقيام بدورهم في نشر ثقافة حقوق الطفل بالمضمون والأساليب الملائمة.
من جانبها عَدّت الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للجنة الطفولة العربية الريم الفلاسي في كلمة مماثلة أن إطلاق هذا الدليل فرصة محفزة لمواصلة العمل وتضافر الجهود لإثارة وعي الرأي العام بقضايا الطفولة العربية، موضحة أن التعاطي الإعلامي مع البدائل الصحيحة للمصطلحات والصور الخطأ المتبادلة حول الأطفال من خلال هذا الدليل سيشكل منصة رائدة للانطلاق إلى رحاب أوسع في حماية حقوق الطفل.
وطالبت الفلاسي بضرورة رفع قدرات العاملين في المجال الإعلامي حول قضايا الطفولة، بتدريبهم وإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة التي تسهم في تمكين الأطفال، وكذلك تحفيز الإعلام على تبني الرسائل الإيجابية تجاه الأطفال وتوعية المجتمع بالمخاطر التي يواجهها الأطفال.
من ناحيتها قالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال الدكتورة نجاة مجيد في كلمتها عبر الاتصال المرئي: إن دليل “تصحيح المصطلحات والصور الخطأ حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية” جاء في وقت مناسب وحاسم ليعزز أهمية حماية الأطفال وحقوقهم في ظل الاستخدام المتزايد للإنترنت الذي يؤثر سلبياً على الأطفال من خلال مشاهد العنف والسلوكيات غير اللائقة والمعلومات الخاطئة.
وشهدت الاحتفالية توقيع سمو رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية والمشاركين الرئيسين على وثيقة المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي لقضايا حقوق الطفل “إعلام صديق للطفولة”.
كما شهدت عرضاً توثيقيا عن مسيرة المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، فضلاً عن توقيع عددٍ من اتفاقيات برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، وتكريم المؤسسات الشريكة في تطبيق منهجية “دليل تصحيح المصطلحات والصور الخطأ حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية” بالدول محل العيّنة، وكذلك تكريم نخبة من المفكرين والخبراء العرب.