ودعك من أشعار الغزل ….
التي مافتئت ترددها علينا وتلقيها ….
أما تراها بأم عينيك نازفة …
والدم بدل الماء يجري في مجاريها….؟
والسفاح في وضح النهار أضحى يمزقها…
ولا يقيم فرقا بين رضيع أو إمرأة ….
ولا بين شيخ وكهل ولا أخضر أو يابس فيها…
وما في حي بني يعرب من صارخ في وجه الجلاد..
أو حام يذود عنها ويحميها…
قلت ياسيدتي….
ماذا تريدين مني أن أقول عن غزة….؟
وبأي حروف من الشعر أرثيها…؟
فالكل مشارك في ذبحها ….
والكل بات على المنابر والمجالس يبكيها…
أتلومين عاشقا لا يملك في يديه سوى قلما…
يخط به حروفا من المداد بالدمع مبللة…
ودماء الأسف تقطر من مآقيها….
إن شاء الحاكم على ورق الجرائد ثبتها…
وإن أزعجته أصدر مرسوما يزيلها ويمحيها….
فلا سيف عنترة العبسي في يدي أخط به ملحمة….
ولا إيمان خالد أو صلاح الدين…
يجعلني أقود الجيش …
و أطلب النصر أوالشهادة في فيافيها….
أو سلطان يجعلني …
أقود الجيش وأدك به تل أبيب بمن فيها…
فحالي كحال أمتنا …..
هي هربت وحادت عن واجبها…
وأنا هربت إلى أشعار الغزل ….
هروبا من فضائحها ومآسيها….
بقلم الطيب دخان