مركز الحوار العالمي يشارك في مؤتمر أديان العالم 2021 في مدينة شيكاغو الأمريكية

كتب: محمد الغامدي

 

أكّد معالي الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبد الرحمن بن معمر, الدور المهم للقيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية الفاعلة لمساندة صانعي السياسات، لمواجهة تحديات العالم المعاصر، وعلى رأسها جائحة كوفيد-19، داعيًا للتعامل معهم كشركاء التعاون؛ لعكس التطويرات، التي ينشدونها في مجتمعاتهم والمساعدة في نجاح وتحقيق البرامج المشتركة الموجهة لمجتمعاتهم المحلية، موضحًا أن أزمة الجائحة، قد أبرزت أدوارهم وإسهاماتهم ونقلتهم النوعية من الصورة النمطية المعروفة عنهم لأعمال الوعظ والتوجيه والإرشاد إلى الانخراط والالتحام مع قضايا الواقع، والعالم الافتراضي لمساندة الجهود الرسمية والتفاعل مع خطط التنمية المستدامة.

 

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها كمتحدث رئيس في حفل افتتاح النسخة الثامنة من مؤتمر أديان العالم 2021م، الذي انطلقت فعالياته أمس السبت من مدينة شيكاغو الأمريكية، بعنوان: (لنفتح قلوبنا للعالم: التعاطف يبدأ بالعمل).

 

وحظى المؤتمر باهتمام نحو (10000) شخص من جميع أنحاء العالم، يمثِّلون مختلف المعتقدات الدينية والثقافية، ويتصدَّر المشاركون فيه رؤساء حكومات وقيادات دينية وعلماء ونشطاء من جميع أنحاء العالم؛ للمشاركة في التعلم والربط بين الشعوب والثقافات المختلفة؛ بهدف الإسهام في زيادة ونشر التفاهم بين مختلف اتباع الأديان والثقافات حول العالم.

 

وقدَّم بن معمر نبذة موجزة عن عمل مركز الحوار العالمي، مستعرضًا جوهر مهمته النبيلة القائمة على الالتزام بتعزيز الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات؛ مشيرًا إلى إسهام حوكمة المركز الفريدة في الجمع بين قيادات دينية وصانعي السياسات لإتاحة الفرص غير المسبوقة؛ لتعزيز القدرات والعمل على إيجاد جسور مشتركة تربط المكونات الدينية بعالم صانعي السياسات؛ حيث أثمر هذا النهج الفاعل منذ إنشائه عن تطوير جدول أعمال مشترك بين هذين الطرفين؛ لتعزيز مشاركتهما وزيادة زخم أعمالهما من خلال تنفيذ مئات الأنشطة التي تتمحور حول هدف واحد، هو العمل من أجل مواجهة التحديات العديدة التي تعصف بمجتمعاتنا.

 

وقال ” نجتمع هنا بهدف إيجاد طرق جديدة لتوحيد جهود القيادات الدينية وقدراتهم، واقتراح شراكات جديدة تعزز الحوار لمواجهة التحديات العالمية، ونحن بالفعل أمام مهمة جسيمة تتطلب توحيد العمل لإيجاد حل جماعي ” .

 

واستعرض استراتيجية عمل المركز منذ تأسيسه، القائمة على ترجمة مهماته إلى منصات تطبيقية ومستدامة تحتضن جميع أتباع الأديان في نيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى والمنطقة العربية وميانمار، بجانب إطلاق أول منصة للقيادات الدينية من المسلمين واليهود في أوروبا؛ لتعزيز سبل التعاون في القضايا المشتركة التي تواجه المجتمعين في أنحاء أوروبا “، موضحاً أن كايسيد تمكن من تدريب 450 شابًا وشابة من جميع أنحاء العالم على استخدام الأساليب المهنية اللازمة لتعزيز قيم الحوار والتعايش السلمي والمواطنة المشتركة.

 

وعوَّل الأمين العام لمركز الحوار العالمي على أدوار وتطبيقات القيادات والمنظمات وممثلي الأديان في المؤتمر، وإسهاماتهم الملموسة في أرض الواقع، متمنيًا تعاظم حماسهم وتلاحمهم مع أبناء مجتمعهم لتعزيز تماسكهم الاجتماعي، ومضاعفة التزامهم بالفئات المحتاجة؛ والمشاركة الفعالة وتحقيق النتائج التي تسهم في بناء قدرة أتباعهم على المشاركة في التنمية المستدامة ومجابهة التحديات.

 

وشدد بن معمر في ختام كلمته، على قدرات شباب اليوم ومهاراتهم، بوصفهم أكثر تحليًا بروح الإبداع والمنافسة والمرونة والذكاء التقني من أي جيل سبقهم، داعياً إلى استثمار طاقاتهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتوظيفها لإحداث التطوير الاجتماعي وترشيد استخدام التقنيات الحديثة؛ لتنعم البشرية بحياة أفضل.

 

يُشار إلى أن مؤتمر البرلمان العالمي للأديان، أحد أقدم الفعاليات المتعلقة بالقيم الدينية تنوعًا، عُقد في شيكاغو عام 1893م، بداية الحركة العالمية لأتباع الأديان، ومنذ ذلك الحين، تواصل البرلمانات الحديثة العمل على تعزيز هذا الإرث من أجل غرس بذور الانسجام والوئام بين المجتمعات الدينية والروحية في العالم، وتعزيز مشاركتها مع العالم وتوجيه المؤسسات للسعي لبناء عالم يسوده العدل والسلام المستدامين.

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن heidi1news

شاهد أيضاً

مبادرة أنفعهم للناس تدعو العالم للسلام

كتب: عبد الحميد صالح تم النشر بواسطة :عمرو مصباح لم يدع دين إلى السلام والتعايش …