مريم الشكيلية
سلطنة عُمان
لأول مرة يتصادف أن أكتب رسالتين في أسبوع واحد وفي توقيت واحد….
أتعجب من غزارة قلمي حين يسرع بي إلى حقول الورق في مواسم الفراغات الملبدة بالضجر..
هل كنت تتصور أن تأتيك أمواج مفرداتي كالمد بعد أن كانت تعتصم في صومعة الإعتكاف اللغوي…
هل كنت لتصطدم بهذا الكم الهائل من الأبجدية وهي تقرع بابك في منتصف فصل وفي الرابعة إلا وجعاً..
أحيانا لا أعرف ماذا أقول في تلك المساحات الكبيرة من الأسطر التي تمتد إلى ما بعد الورق…
أحيانا أردت أن أخذك إلى ذاك الصمت الذي يقول كل شيء ويكتب بكل أحرف الهجاء….
اتخيلك تتسائل الآن كيف لأنثى أن تأتي بي إلى حشائش السطور المكتضة بربيع الكلمات وهي تزهر بثوب الأبجدية لا الألوان..
هل تعلم كيف أثقل الورق بوابل من الكلمات كأنني أسير بسرعة على رصيف ضيق وأتعثر بثوبي الطويل وأسقط على الأرض الصلبة وتتبعثر المفردات من جيوبي وتصطدم بك بسرعة الضوء..
لا تتعجب إن كنت تقرأ عفوية سطري دون إن تجد ما أود قوله لربما كنت فقط أردت أن أتحدث إلى ذلك الوقت الضئيل الفارغ منك..
أردت أن أستحضر حرفك المتمدد على مسند قلمك وكأنك سيد الظل الجالس بوقار صمتك وأبجديتك.