للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ومكثتُ وحدِى سِنينَ عِدة ما بينَ أسراب الحمام، أضحك كثِيراً، لا أُبالِى بِأى شئ، فعلِمتُ أنِى قد ضاع عُمرِى فِى الهشاشةِ والدمار… قد كُنتُ ألهُو كأى طِفلة بينَ أكوامِ التُراب، أرسم عرُوسة لا تُبالِى بِأى قيدٍ أو بُكاء، ونظرتُ يوماً مُتأمِلة ما بينَ أطيافِ السحاب
يعلُو الضجِيج على العِباد، يهبُط لِأعلى إلى الوراء، وسمعتُ ثأراً ينهالُ مِنِى فِى الآفاق، وعجزتُ أفهم من قد باعُونِى بِثمنِ بخس بين العِباد… ولمحتُ أُستاذِى العزِيز يضحك يُجلجِل بِأعلى صوتٍ بِكُلِ راحة، قد قبضَ ثمنِى فِى إستِباحة، وخيانتُه تفضح تجُوب
وشعرتُ فجأة بالهزِيمة لِصوتِ خائِن لا يتُوب، وزميلة لِى تُدعى البراءةَ فِى الحضِيض، قد فاضَ دمعِى بِالحنِين… وحدِى أُطالِع تِلك المشاهِد باتت أليمة، كمِثلِ خِنجر غرسُوه بِى فِى إستِماتة، طعنُونِى غدر بِلا عِقاب
وجلستُ أبكِى على الخِيانة، من قد باعُوكَ كانُوا مِنك، من قد خانُوكَ قد كتبُوا عهد، وراجعتُ وحدِى تفاصِيلَ ليلتِىّ الأخِيرة… وبكيتُ دهراً بِمنّ رجم صدرِى بِطعنتُه القبِيحة، وعصرتُ نفسِى لِمنّ هزّ قلبِى فِى إعتِذاب
وحدِى أثُورُ على الخِيانة، وحدِى أُناظِر فِى كُلِ غابة، وتعددت حولِى المشاهِد، ما بينَ أُستاذٍ وقُدوة، قد كان يبرُق فِى الخيال كأى صرح… قد طعنَ صدرِى بِكُلِ آفة، قد كسرَ قلبِى بِكُلِ قُبحٍ فِى إستنِامة، والآن يرحلُ مِن أمامِى فِى غِياب
فعلمتُ أنِى قد كبُرتُ مع الخِيانة، والكُلُ حولِى ينهالُ مِنِى بِغيرِ وعىٍ فِى إستِباحة، وأدركتُ أنِى قد عِشتُ سِنينَ عُمرِى وسطَ الحُثالة… والخونة حولِى يرقُصُون رقصتُنا الأثيرة، قد كسروا قلبِى فِى إستِهانة، من ذا يُصارِحُنِى الحقِيقة بِغيرِ خوفٍ فِى ثبات
وطرقتُ أبوابَ الجِيران، ذهبتُ نحو الذِكريات، كانت هُنالِكَ فِى إدِعاء، كانت تواجِهُنِى طرِيدة تِلك اللئِيمة… والغدرُ يعوِى فِى كُلِ باب، والخونة عادُوا مِن العِراك، قد عُدتُ معهُم فِى إنهِيار، ورجعتُ وحدِى مِن السراب
لاحظتُ حولِى الإكتِئاب، من قد باعُونِى قد أكلُوا طبقِى وشربُوا منه فِى إغتِنام، من قد خانُونِى أرباب سبقٍ فِى إهتِمام… من نال مِنى فِى إستِتاب، إقترفَ فِعلتُه اللئِيمة دُونَ العِقاب، قد ضحك مكراً وإرتِياب
هذا أُستاذِى يخُون، تِلك الصدِيقة لا تعُود، قد فضحَ ضِحكتُها السفِيهة، تلٌ صفِيقٌ مِن الوضاعةِ لا يلِيق فِى كِبرياء… وحدِى أدُورُ مع الزمان، وحدِى أُطالِعُ فِى بُكاء، تِلك الِلئامِ بِلا أى قلب، لا تُستهانُ بِأىّ قيدٍ فِى إستِلاب
والحسرة أنِى علِمتُ ذلِكَ والشعرُ شاب، والدمعُ أنِى فِى إغتِيال، ورجعتُ وحدِى لِعِشرين عاماً إلى الوراء… رجعتُ كأنِى لم أعُد مِن أىّ باب، إغتالُوا نفسِى بِالقباحة بِلا أىّ صد، رجمُونِى وحدِى بِغيرِ نُطق، من ذا يُعانِقُ أىّ صُبح فِى إستِتاب
من يمكُر المكرة الأخِيرة كأىّ ذِئب، من قد يُصافِحُ أى قُبح، من قد يُداوِى أىّ قلب، هاتفتُ قلبَ براءتِى بِأىّ ذنب قد إقترفت… عاودتُ بُركانَ الألم، أسقُط صرِيعة فِى كُلِ صدح، فإتضح لى أن الخِيانة بدأت تفُوح مِن كُلِ بيت
يعلُو الضجِيج كمِثلِ رعد، قد كُنتُ أبكِى فِى أنِين، وغسلتُ حُزنِى فِى ضنِين، وصرختُ عُمرِى كالطرِيد، أهى الخِيانة بدأت تصِيح، أم ثمنُ بخس يستبِيح… يجتاحُ نبضِى الإختِناق، ورسمتُ وجهاً يستكِين بِلا عِقاب
أخبرتُ حالِى بِالضياع، صارحتُ نفسِى بِالِلئام، حاولتُ أنهض فِى ثبات، لم أجِدْ وحدِى إلا صُورة مِن زمنِ فات… ورأيتُ حولِى وجُوه عِدة تُدعى البراءةَ فِى إزدِراء، تنقضُ حولِى كالذِئاب، تنتظِرُ خلفَ أىّ باب
قد دُرتُ وحدِى فِى الفراغ، ونظرتُ خلفِى بِلا عِناء، ورقصتُ حولِى فِى إنتِهاء، لم يبقْ لِى سِوى الصِياح، قد شاخ وجدِى فِى إجتِياح… قد ثُرتُ وحدِى فِى إكتِواء، ولمستُ وجهِى فِى إرتِعاب، والخونة هربُوا مِنْ البِلاد، ورمُونِى وحدِى بِلا حِساب
أرخيتُ ظهرِى إلى الوراء، أغلقتُ بابِى مُتوسِدة فِى عِتاب، وطفقتُ أحكِى الذِكريات، هذا أُستاذِى يخُون بِكُلِ صلف، يزعُم بِطُولة كمِثلِ غيرِه فِى أىّ حرب… فوضعتُ رأسِى بينَ كفِى، لملمتُ شعرِى إلى الوراء، وأنا أُفكِرُ فِى إقتِضاب
تِلكَ الصدِيقة باتت تدورُ كأى ذِئب، رأيتُها تُدعى البراءة بِكُلِ نُطق، ولمحتُها تضحك تُجلجِل فِى إستِطاب… فبكيتُ خِطتُها الطوِيلة فِى إحتِكام، وبكيتُ ضعفِى فِى حِنين إلى الوراء، عاودتُ تاريِخاً طوِيلاً مِن الصفاقة بِلا إحتِساب
من ذا يُصافِح فِعلُ خائِن فِى إحتِفاء، من يملُكُ الكلِمة الأخِيرة فِى إنتِهاء، من ذا يُحاسِب كُلُ خائِن بِما جناه فِى إحتِساء… من ذا يُصارِحُنِى الحقيقة بِما إجتباه كُلُ قُبحٍ فِى دناءة، من يملُكُ الكلِمة الأخِيرة بِكُلِ حقٍ وإستِجاب