أخبار عاجلة

تابوت السكينة فى اليهودية

 

تابوت السكينة فى اليهودية

 

كتبت / علياء الهواري

يوجد فى الدين اليهودي ما يسمى بتابوت العهد أو السكينه فقد تم إطلاق العديد من الأسماء عليه

فما هو تابوت العهد أو السكينه ؟

فهو صندوق صنعه موسى بأمر من الله تعالى،حيث أن طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف. وكان مصنوعًا من خشب السنط ومغشى بصفائح ذهب نقي من داخل ومن خارج، ويحيط برأسه أكليل من ذهب فوقه غطاء من ذهب نقي. وفوق كل طرف من الغطاء كروب من ذهب يظلّل الغطاء. وعلى كل من جانبي التابوت حلقتان من ذهب لعصوي التابوت المصفحتين بالذهب لحمل التابوت. وكان المنوط بحراسته وحمله بنو قهات كما ذكر فى سفر اللاويين (عد 3: 29-31).

حيث يمثل حضور الرب الذي لا يدنى منه وسكناه بين الكروبين وإعلان صوته من بينهما وهناك يجتمع مع ممثلي الشعب (خر 25: 10-22؛ 30: 6؛ عد 7: 89؛ 1صم 4: 4).

وكان في التابوت الوعاء الذي يحتوي على المن، وعصا هارون التي أفرخت، ولوحا العهد، وكان عليهما وصايا الله العشر المكتوبة بإصبع الله (خر 25: 16، 21؛ عب 9: 3، 4) ثم وضع بجانبه كتاب التوراة (تث 31: 26) ومن ثم يسمى التابوت أحيانًا تابوت الشهادة (خر 25: 16؛ 40: 21) ولم يكن وعاء المن وعصا هارون في ملك سليمان (1مل 8: 9) وفوق الغطاء ظهر السحاب حيث تراءى الله (لا 16: 2؛ عد 7: 89) وكان في أيام التيه إذا ما رحل العبرانيون في البرية أن التابوت يحمل أمام الشعب ويتقدمه عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلًا. وكان إذا حمل التابوت يقول “قم يا رب فلتتبدد أعداؤك ويهرب مبغضوك من أمامك” وإذا حل التابوت يقول أيضًا “ارجع يا رب إلى ربوات ألوف إسرائيل” (عد 10: 33-36). وعندما عبر العبرانيون الأردن حمل التابوت أمامهم إلى السماء فانشق تيار النهر فوقفت المياه المنحدرة من فوق وعبر الشعب على اليابسة (يش 3: 14-17). ثم بقي مدة في الخيمة في الجلجال وبعد ذلك نقل إلى شيلوه حيث بقي بين 300 و400 سنة (ار 7: 12-15) ثم أخذ من الخيمة وحمل أمام الجيش فوقع في أيدي الفلسطينيون إلى أشدود ووضعوه بجانب صنم داجون (1صم 5: 2) غير أن الله أنزل عليهم بلايا وأمراضًا حتى اضطروا إلى إرجاعه إلى أرض العبرانيين فوضع في قرية يعاريم (1صم 6؛ 7) ثم عندما سكن داود أورشليم نقل التابوت إليها على غاية من التجلة والمظاهر الدينية المناسبة، فبقي هناك إلى أن بني الهيكل (2صم 6: 1-15؛ 1 أخبار 15: 25-29) ويظن أنه في أثناء ذلك كتب المزمور المائة والثاني والثلاثون ثم وضع التابوت في الهيكل (2 أخبار 5: 2-10) ووضع منسى تمثالًا منحوتًا في بيت الله وربما أزال التابوت من مكانه حتى يجد له مكانًا (2 أخبار 33: 7) غير أن يوشيا أرجعه (2 أخبار 35: 3) وسماه تابوت القدس.

ولم يكن التابوت في الهيكل الثاني غير أننا لا نعلم هل أخذ عندما نهب البابليون أورشليم أو اختفى ثم فقد.

وتحدثت التوراة أيضا عن احداث خارقة ارتبطت بالتابوت كسقوط تمثال داجون أمام التابوت فى اشدود والطاعون الذى أصاب الرجال الذين لم يتعاملوا بقدر كاف من الاحترام مع التابوت.

وموت عوزة جراء لمسه للتابوت أثناء هجرة التابوت إلى أورشليم

والعديد من الروايات

كما ذكر فى القرأن الكريم أيضا

جاء في الآية 248 من سورة البقرة: ” إنّ آية مُلكِه أن يأتيكم التابوتُ فيه سكينة من ربكم وبقيّة مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة …”.

عندما طلب بنو إسرائيل، قبل عهد داود عليه السلام، أن يجعل الله لهم مَلكاً يجمعهم، ويوحّد كلمتهم، ويقودهم في حربهم لأعدائهم، استجاب الله لهم، وجعل طالوت ملكاً عليهم، وجعل علامة اختياره أن تأتي الملائكةُ بالتابوت، الذي استولى عليه أعداؤهم. وهو صندوق فيه بقية من آثار آل موسى وهارون، عليهما السلام، توارثه الصالحون من بني إسرائيل. وعند عودة التابوت إليهم جعل الله فيه الطمأنينة لنفوسهم، التي بقيت مضطربة لفقده واستيلاء الأعداء عليه.

واضح في النص القرآني الكريم أنّ التابوت له قدسيّة، وعلى وجه الخصوص ما فيه من الآثار المتوارثة من عهد موسى وهارون، عليهما السلام. ونحن نعلم أنّ الله تعالى قد أنزل على موسى، عليه السلام، الألواح، والتي خطّت فيها الوصايا، وقد جاء في سفر الخروج، في التوراة الحالية: ” واجعل في التابوت الشهادة التي أعطيكها “. والمقصود بالشهادة، ما ورد في سفر الخروج أيضاً:” ولما فرغ من مخاطبة موسى على طور سيناء دفع إليه لَوْحَي الشهادة، لوحين من حجر …”. وقد ورد في سفر صموئيل أنّ أعداء بني إسرائيل قد سيطروا على التابوت هذا لمدة سبعة أشهر.

كلمة التابوت مشتقة من التّوب: وهو الرجوع، لأنه يُرجع إليه تكراراً لأخذ وإرجاع المُودَعات فيه. وعليه تكون اللفظة عربية، على قول الكثير من أهل اللغة. وقد ذكرت التوراة الحالية أنّ التابوت، المقدس عندهم، صنع من الخشب والذهب بأمر من الله تعالى. ويقولون إنّ طوله يبلغ متراً وربع المتر، أما عرضه فيبلغ 75 سم، وكذلك ارتفاعه. وورد أنّ بني إسرائيل كانوا يحملون التابوت ويتقدمون به أمام الجيش، فيكون ذلك دافعاً لهم للاستبسال، لثقتهم بالنصر بوجود التابوت. وقد ورد في أخبار الأيام الأول، من العهد القديم، على لسان داود، عليه السلام: “.. حتى نُرجع تابوت إلهنا، لأننا أهملنا طلب المشورة بواسطته منذ أيام شاوُل “. ويقصدون بشاوُل هنا طالوت المذكور في القرآن الكريم.

والتابوت عندهم من أقدس المقدّسات، وكانوا في البداية يضعونه في وسط خيمة، ثم أحضره داود، عليه السلام، حسب رواية العهد القديم، إلى (مدينة داود). وتقول الرواية إنّه عندما بنى سليمان، عليه السلام، الهيكل وضع التابوت في أقدس بقعة منه، وتسمّى ( قدس الأقداس ): وهي عبارة عن غرفة لا نوافذ لها، وتكون أعلى جزء في الهيكل، وهي محرابه. وهم يعتقدون أنّ روح الله قد حلّت في التابوت. وعندما تمّ تدمير الهيكل 586 ق.م على يد نبوخذ نصّر البابلي، فُقدت التوراة، وفقد تابوت العهد. ويبدو أنّه تمّ إحراقهما مع ما أُحرق من محتويات الهيكل. واللافت للانتباه أنّ سفر أخبار الأيام الثاني، من العهد القديم، والذي يُرجّح أنّه دوّن في القرن الخامس قبل الميلاد، والذي ينتهي بالحديث عن تدمير الهيكل وإحراق محتوياته، ينص على بقاء العصي التي يُحْمَل بها التابوت، ولم يتطرق إلى ذكر التابوت. يقول النّص: ” … وهي ما برحت هناك إلى هذا اليوم …”. وواضح أنّ الذي يكتب هذا الكلام يكتبه وهو يقيم بعيدا، ويظهر ذلك من قوله “هناك”.

كثرت القصص والأساطير حول مصير التابوت. ومن هذه القصص قصة تقول إنّ ابن سليمان، عليه السلام، من زوجته بلقيس، فرّ بالتابوت إلى مصر، ثم نقل التابوت إلى الحبشة. ولكن اليهود لا يزالون يبحثون عن هذا الصندوق الخشبي الصغير، والذي مضى على صناعته ما يقرب من (3200) سنة.

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

د شيرين العدوي تكتب : ألف

هل نحن مستعدون للتفكير فى حياتنا، وقراراتنا، وما نخفيه داخل أعماقنا؟! هل نعيش حياتنا بصدق؟ …