كتبت..هاجر سمير
نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، في نهاية مشاركتها بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، ندوة في قاعة ندوات المعرض، حول الترجمة من لغة إلى أخرى، حاضرت فيها الدكتورة مروة مهدي عبيدو، باحثة ومحاضرة في الجامعة الحرة ببرلين، ومدير مركز تساتي للتبادل الثقافي، جاء ذلك وفق شعار معرض فرانكفورت هذا العام الذي يهدف إلى انتشار عملية ترجمة الإبداع.
وقالت عبيدو: “تبقى عملية الترجمة عملية مركبة ومعقدة، ذات أبعاد متعددة، منها ما هو لغوي، ومنها ما يخرج عن إطار اللغة ويتجاوزها، إلى ما وراء الكلام، أي إلى الشفرة الثقافية المخبئة وراء السطور، والتي ترتبط بالضرورة بالسياق الثقافي والحضاري الذي خرج منه النص الأصلي من جهة، وبالسياق الثقافي والحضاري الجديد، الذي يحوي النص الجديد المترجم، ليتحرك النص الأصلي إلى حيز الحياة في هيئة جديدة، بالتالي، تتعقد عملية الترجمة من لغة إلى أخرى، خاصة في حالة نقل المفاهيم الفلسفية والاصطلاحية المتخصصة، المرتبطة بسياقات فكرية ونظرية معينة، تعظم إشكالية النقل من لغة إلى أخرى، في حال نقل المفاهيم الفلسفية والاصطلاحية، خاصة المرتبطة بسياقات فكرية وتخصصات معينة”.
وأضافت: “تستلهم المصطلحات مع تكرار استخدامها معاني وأفاق ثقافية وتخصصية جديدة، حتى لدى مطلقها نفسه، ليكون نقل المصطلح إلى لغة أخرى، أكثر تعقيدا من نقل الكلمة أو المعاني السياقية، وبسبب البنية الاصطلاحية المعقدة والمركبة في نظرية النظريات المتخصصة، يواجه المترجم عددا من الصعوبات، لنقل المصطلح بتداعياته الثقافية من لغة إلى أخرى، وبسبب انعدام التطابق التام بين اللغات على كافة الأصعدة، تتحول الترجمة إلى عملية معقدة ومركبة”.
وسلطت عبيدو الضوء على أنواع الترجمة وعلى الطرق والمنهجيات المتاحة للمترجم، لتحقيق ترجمة محترفة وقريبة إلى النص الأصلي، مع أمثلة من رحلتها الخاصة في الترجمة المتخصصة، في مجال المسرح وفنون الأداء، وخاصة بين اللغتين الألمانية والعربية، لافته إلى أنه حصلت الترجمة العربية لكتاب مسرح ما بعد الدراما للمؤلف هانس تيس ليمان على جائزة الترجمة الابداعية لعام 2021 من الحكومة الألمانية، والتي يقدمها الصندوق الألماني للترجمة، لدعم نشاط المترجمين المتخصصين.