الرياض
كتب / عبده المهدي
سلطت “آرثر دي ليتل”، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم في تقرير جديد لها، الضوء على الإمكانيات التي يوفرها عالم “الميتافرس” لشركات الاتصال. ويستشكف التقرير الذي يحمل عنوان “الميتافيرس… الإمكانيات والفرص المتاحة لشركات الاتصال”، الطرق التي يمكن من خلالها لشركات الاتصالات تسخير الإيجابيات والفوائد التي يقدمها عالم الميتافيرس لخلق المزيد من القيمة، حيث يمثل “الميتافرس” سوقاً رئيسية جديدة لشركات الاتصال مع تقديرات مبكرة لإجمالي حجم الفرص التي سيوفرها بنحو 13 تريليون دولار بحلول عام 2030. وتقدّر شركة إريكسون أن يصل حجم الفرص التي يوفرها الوصول اللاسلكي الثابت المدعوم بتقنية الجيل الخامس إلى 5 مليارات دولار في عام 2022، لينمو إلى 21 مليار دولار في عام 2025، و53 مليار دولار بحلول عام 2030.
وتشير مخرجات التقرير إلى ثلاثة عوامل مهمة تحتّم على شركات الاتصال المبادرة في تطوير وتبني نهج استباقي في استراتيجياتها وخططها المتعلقة بالاستفادة من عالم “الميتافيرس”. ويتمثل العامل الأول في الزيادة الكبيرة في الطلب على التقنيات والخدمات ذات الصلة بعالم “الميتافرس”، أما العامل الثاني فيتعلق بالعواقب السلبية التي يمكن أن تنتج عن الفشل أو عدم النجاح في استثمار الفرص المتوفرة؛ فالشركات الكبرى مثل أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، ومايكروسوفت أزور Microsoft Azure، ستكون على أتم الاستعداد والجهوزية لتوفير البنية التحتية التي يتطلبها عالم “الميتافيرس”. ثالثاً، تشير سلوكيات المستهلكين، ولا سيما من جيل الشباب، إلى أن الطلب على منتجات “الميتافيرس” يشهد بالفعل نمواً متزايداً. ووفقاً لدراسة حديثة أجرتها شركة أوبسيس – Obsess، فإن 75% من المتسوقين الافتراضيين من جيل الشباب قد اشتروا بالفعل منتجاً رقمياً ضمن لعبة من ألعاب الفيديو. ولكي تنجح شركات الاتصال في التواصل مع هذا الجيل من المستهلكين، يجب عليها الاستثمار في قدرات وإمكانيات وتقنيات “الميتافيرس”.
وبالنظر إلى هذه العوامل الثلاثة، من المهم أن تسعى شركات الاتصالات لاستكشاف طرق ومنهجيات جديدة تتيح لها الاستفادة من النمو المتوقع لعالم “الميتافيرس”، سواء من خلال تعزيز جهوزية البنية التحتية، أو من خلال المشاركة المباشرة. وتشمل الفوائد التي يمكن لشركات الاتصال تحقيقها من خلال المشاركة الفعّالة في هذه السوق الجديدة، تعزيز النمو من خلال زيادة الإيرادات والاحتفاظ بها، وتحسين مستويات الكفاءة عبر جوانب متعددة، بما في ذلك استخدام الكربون وتعهيد القوى العاملة.
وقال توماس كوروفيلا، الشريك الإداري في «آرثر دي ليتل» الشرق الأوسط: “إن التسارع المتوقع في آفاق عالم “الميتافيرس” مدفوع بتقارب وتوافر مجموعة من العوامل مثل قدرات الاتصال بالإنترنت، والتكنولوجيا المتعلقة بأجهزة الاستشعار لجمع البيانات، والرقمنة، والذكاء الاصطناعي، هذا إلى جانب التحسن الملحوظ في قيمة خدمات وتقنيات الاتصال الموثوقة. وكما هو موضح في التقرير، سيخلق عالم الميتافيرس قيمة وإمكانيات هائلة للجميع، ومن شأن ذلك أن يتيح لشركات الاتصال الاستفادة من هذه الإمكانيات في زيادة الإيرادات والتي يمكن إنفاقها على تحسيث البنية التحتية للشبكة وتحسينها، وتلبية المتطلبات المتعلقة بضمان زمن استجابة منخفض للغاية. إضافة إلى ذلك، ستمكن تقنيات الاتصال الموثوقة مقدمي الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية من تقديم خدماتها للمجتمعات المحرومة والنائية – وبتكلفة أقل – ما يساهم في توفير خدمات اتصال ورعاية أكثر فاعلية في جميع أنحاء العالم. ومن الآن فصاعداً، ستكون الزيادة المئوية في اعتماد الخدمات الرقمية وتقنيات الميتافيرس أعلى بين السكان ذوي الدخل المنخفض. وتقدر شركة آرثر دي ليتل أن إجمالي السوق التي يمكن استثمارها ستحقق معدل نمو سنوي مركب بنسبة 33% في الفترة من 2022 إلى 2025 (باستثناء البنية التحتية والتقنيات التمكينية).”
وقال الدكتور ألبرت ميج، المسؤول عن سلسة تقارير “بلو شفت”في “آرثر دي ليتل”: “يوفر عالم الميتافيرس رؤية للانتقال إلى عالم أكثر اتصالاً مدعوماً بالتكنولوجيا. ويمكن أن يساهم أيضاً في تسريع آليات ومنهجيات البحث عن الأدوات التي تدعم أنماط الحياة الفردية للجيل القادم من المستهلكين. ومن الواضح للغاية أن تسريع عمليات تحسين البنية التحتية لتلبية المتطلبات المتنامية يشكل اليوم ضرورة ملحة لجميع القطاعات، ويأتي قطاع الاتصالات في صميم هذا التحدي. ويتمثل الهدف من هذا التقرير في تسليط الضوء على عوامل التمكين الرئيسة، وتقديم توصيات لشركات الاتصال لتمكينها من الاستفادة من الفرص والإمكانيات التي يوفرها عالم الميتافيرس ومساعدتها على مواكبة متطلبات التحول إلى عصر الاقتصاد الرقمي على نحو سلس وفعّال.”
ويسلّط التقرير الجديد الضوء على الفوائد المتعددة التي يمكن أن تجنيها شركات الاتصال من خلال استثمارها على النحو الأمثل في الإمكانيات التي يقدمها عالم “الميتافرس”، وتشمل هذه الفوائد تسخير البنية التحتية في بناء نماذج أعمال جديدة لخلق المزيد من القيمة من خلال المشاركة النشطة في عالم “الميتافيرس” باعتبارها “نقطة خدمات واحدة”. ويؤكد التقرير أن عامل السرعة مهم للغاية في اقتناص الفرص، كما عالم “الميتافيرس” يتطلب إحداث تغييرات هيكلية في قطاع الاتصالات على مستوى البنية التحتية، ويوفر فوائد اقتصادية واستراتيجية قيّمة لشركات الاتصالات التي تستثمر فيه بفاعلية.
تقنيات تمكينية لعالم الميتافرس
تحتاج شركات الاتصالات إلى تطوير تقنيات التمكين الرئيسة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من عالم “الميتافرس” بداية من البنية التحتية وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي والتحليلات، وتشمل هذه التقنيات التمكينية أيضاً:
- حوسبة محلية لخلق تجارب غامرة
- اتصالات ذات زمن استجابة منخفض للغاية لتوفير تجارب سريعة وموثوقة
- تقنيات حوسبة سحابية محسنة لخلق تجارب تفاعلية على نطاق واسع
- قدرات التحليلات والذكاء الاصطناعي لتسهيل أنشطة شركات الاتصالات
- بنية تحتية موثوقة لضمان الخصوصية وتلبية المتطلبات التنظيمية
ويستكشف التقرير الفوائد المتعددة لشركات الاتصالات، من الاستفادة من البنية التحتية إلى بناء نماذج أعمال جديدة إلى التقاط القيمة النهائية من خلال المشاركة النشطة في عالم “الميتافيرس” باعتبارها “نقطة خدمة واحدة”. من خلال فهم العملاء الممتازين والثقة بهم جنبًا إلى جنب مع الدور الأساسي في تمكين عالم “الميتافيرس” (البنية التحتية)، يمكن لشركات الاتصال التمتع بوضع جيد يخوّلها تحقيق فوائد مجزية.