لابد أن تتلاحق الأنفاس، وتهتز القلوب،وتلهج الألسنة بالدعاء من أجل مصر. مصر التي احترت في وطنية أبنائها وعظمتهم بدءا من رئيسها ونهاية بأصغر إنسان على أرضها. نعم إنها مصر وردة العالم البلدية التي ما إن حاول أحد الاقتراب من ساقها إلا ودافعت عنها أشواكها. فالورد البلدي لمن لا يعرفه فواح حتى الصعود إلى سموات الجمال، وقاس حتى القتل لمن تسول له نفسه العبث بجماله. هكذا قدمت مصر نفسها للعالم في قمة المناخ 27 المنعقدة على أرض شرم الشيخ.
لقد أثبتت مصر للعالم أنها العظيمة صاحبة التاريخ العريق، فوراء هذا النجاح الباهر في التنظيم عقل جبار وسواعد لا تلين ولا تعرف غير التفوق. ومن أهم الجنود المجهولين في هذا التنظيم فريق العلاقات العامة الذي تشارك مع كل الإدارات الأخري دون الجور على ريادة كل إدارة؛ فالكل أدى دوره بمنتهى الحرفية وعزفوا سمفونية في حب مصر. حيث أختير فريق العلاقات العامة بمنتهى الحرفية والمهنية وكان مسؤولا عن تجهيزالقاعات وتدريب الشباب على فن اللياقة، والإتيكيت، والمراسم العامة، وتنفيذ جداول تحركات الوفود المشاركة بمنتهى الدقة، واختيار أنسب المرافقين، وتوزيع دعوات انعقاد المؤتمر، وجدول العمل على الحضور، وتصميم النشرات وإعدادها، والاستعداد لمواجهة أي محاولة للفوضى، أو انقطاع الكهرباء أو غيره من المشكلات التي قد تطرأ وكيفية حلها، والترتيب مع الصحفيين والإعلاميين لتجهيز المادة العلمية وما يسمح بنشره. كل هذا وأكثر وراء نجاح قمة ضمت العالم الذي جاء من كل حدب وصوب. أناس مختلفو المشارب والأهواء والأفكار، أي خطأ غير مقصود كفيل بصنع أزمة سياسية.
وكان الرئيس السيسي ابن مصر البار ورئيس وزرائه وحكومته، ومخابرات مصر وراء هذا النجاح الساحق الذي أخرس الألسنة وكمم الأفواه. تحية لكل عامل بسيط شارك في هذا العمل العظيم الذي جعل العالم يحترم مصر ويحترم سيادتها وقوانينها. وتحية للشباب المشارك بقلب نابض من كل الجامعات المصرية،
والشكر للفكر المغاير للأستاذ علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام الذي فكر خارج الصندوق باحتضان الشباب في مبادرة ” الأهرام حاضنة المبدعين” حيث درب عددا من الشباب وجعلهم يشاركون في تنظيم هذ المؤتمر العالمي. لقد خرجت مصر من هذا المؤتمر باستثمارات واتفاقيات كبيرة كاتفاق التمويل الإنمائي للمشروعات المدرجة ضمن المنصة الوطنية ببرنامجي “نُوَفِّي، ونُوَفِّي +” الذي بلغ ملياري دولار يتم توفيرها للقطاع الخاص لتحفيز المشاركات في ضخ الاستثمارات بتلك المشاريع الحيوية، إلى جانب توقيع اتفاقيات شراكة لعدد من المشاريع الخضراء في قطاعات النقل والإسكان والكهرباء والأمن الغذائي بقيمة 2.2 مليار دولار.
هذا غيض من فيض من الاستثمارات التي بلغت 14 مليار دولار. ستشهد مصر صحوة اقتصادية من خلالها في ظل عالم يعاني من الركود والكساد بسبب الأوبئة والحروب. لقد دعم العالم الرئيس السيسي وكلمته وأشاد بجهود مصر التي وحدت المشارب والأهواء؛ فمصر كالنحلة تمتص الرحيق وتخرج العسل الذي فيه شفاء للناس. عاشت مصر صانعة المستحيل. وتسلم الأيادي التي وعدت ووفت وبهرت العالم . يقول حافظ إبراهيم” وقف الخلق ينظرون جميعا/ كيف أبني قواعد المجد وحدي”