أيها السحر الغارق في أحلامه ها أنا أتسلل إلى غرفتك مع أول بزوغ لشعاع الشمس عند إشراقتها وأظفي على وجنتيك المزيد من مسحة السحر والجمال فأزيدها بريقا إلى بريقها الطبيعي المعتاد وأحيل عرقك المتصبب على نعومة رخام جسدك إلى حبات من اللؤلؤ ليمتزج بريقها بلون الشعاع المذهب حتى يخال الناظر إليك أن النور ينفلق من مسامات بشرتك المغرية وأن أسارير الجمال تنبجس وتتولد متجددة كل لحظة في محياك الرائع الأخاذ وضوء الشمس ينعكس عليه كما ينعكس على مرايا غرفتك ….
ما ألذ وما أشهى قبلات الصباح التي تطبعها حمرة غسق الإشراق على شفتيك فيزداد لون عقيقها الأرجواني توردا وبهاءا…
ما أنعش وما أنشى عبق أريج جسدك المنبعث مع نسائم الصباح فتبدين كأنك نائمة على كثبان المسك أو كأن سريرك روضة من رياض الورد زادها الربيع إخضلالا وتفتحا…
إحترت وإنبهرت وأنا ألج إليك فيعبقني أريجك العطر لأنتشي وأسكر منه حتى الثمالة..ثم أرقص نشوانا طربا مع أنغام عصافير الشوق واللهفة إليك لتصدح حنجرتي بأعذب وأرق أناشيد تحايا الصباح التي سألقيها عليك مترجما مايحس به قلبي تجاهك ويشعر..
فيا أيتها الشمس البشرية إشرقي علي بنورك وأنيري ظلمات جسدي بوهجك
إني في أشد الشوق إلى شعاعك كي يخترق أضلاعي وينشر الدفء في قلبي فيغمرني ضوؤه وتدب الحياة في أوصالي لتعشعش طيور السعادة والحبور في كامل وجداني ،وينموا الربيع ويخضل سحره في كل كياني ويملأ عبق أريجك العطر كل زوايا المكان…
حتى لا يخلوا موضع من مواضع تواجدك من حدائق الزهر ورياض الورد وزنابقها..إن شوقي إليك كشوق الأعمى إلى النور وحاجتي إليك كحاجة الضامئ المستهام لقطرات الماء..وإشتهائي لك كإشتهاء المشرف على الموت لعذوبة أنفاس الحياة…
الطيب دخان