بقلم ناصر السلامونى
كلنا نردد بعفوية بلاد العرب أوطانى وكل العرب إخواني
إنه كلام جميل في حب الوطن العربي قد سبقه وتلاه كثير من القصائد العصماء التى نتفاعل معها ونتغنى بها بل وتسيل الدموع عشقاً؛ فهل فعلاً بلاد العرب أوطانى ؟!
هى أوطان يقطنها أخوتى العرب ؛ولكن لا أشعر إنها بلادى؛ وإن كنت أتابع أخبارها وأفرح لتقدمها ورقيها وأحزن عندما يصيبها مكره لا قدر الله ؛ولكن بعيداً عن أمجادنا الشعرية هى في الحقيقة شيئ آخر هى بلاد ممزقة سياسياً وطائفيا وعرقيا؛ وقد خرج المحتل منها وترك تلاميذه ينفذون مالم يستطع هو تنفيذه من فرقة وتمزق وتشتيت بدقة عالية وحرفية؛ ووضعت القوانين لمنعى أنا وأنت من دخولها إلا بشروط تعجيزية !.
نعم أيها العربي: فأنت أخى والدليل على ذلك بمجرد أن نتلاقى تذوب كل الفوارق ونشعر بألفة و حنين وحب يسري في أرواحنا ؛ حب لا يتذوقه إلا من عاشه ؛حب من نوع خاص ؛إنه حب الأخوة بلا مقابل.
كلنا نعشق العروبة ونقدس بلادنا ولكن هناك من يقطع أواصر المحبة والصداقة والأخوة والتعاون بين أبناء الوطن العربي متعمدا عن قصد بالرغم من وجود العديد من المنظمات التى تدعى أنها وجدت من أجل الوحدة العربية ؛ولكن كل مجهوداتها لا قيمة لها إلا أن بها موظفين لا هم لهم إلا الرواتب والسيارات الفارهة والسكن الراقى والجوازات الدبلوماسية والمؤتمرات التي لاجدوى من ورائها إلا متعة التسوق والبدلات المالية المبالغ فيها.
لا أهاجم أحد؛ بل هو الواقع فأين السوق العربية المشتركة وأين الجيش العربي الموحد وأين حرية الانتقال والاستثمار والعلاج والتعليم؟!
أين دور كل المنظمات والمؤسسات في إيقاف جبروت إسرائيل وأين دورها في وقف نزيف الدماء بين الأشقاء في اليمن والعراق وسوريا وليبيا سوى توصيات لا تنفذ؟!
هل اجتمع وزراء الزراعة والصناعة والتجارة مرة واحدة لإيجاد مخرج من الأزمات الاقتصادية التي دمرت الاقتصاد وانهكت الأسر العربية؟! وإن اجتمعوا فأين ثمار اجتماعاتهم على أرض الواقع؟!
هذا حالنا نتغنى بالأمجاد ونلقى بأنفسنا بين أنياب أعدائنا بل ندعى أنهم أصدقاء ونسينا أنهم احتلوا بلادنا ونهبوا خيراتنا وأذاقوا الشعوب العربية والزعماء الذل ؛ومن يعترض كان مصيره القتل أو النفى أو السجن وتجريده وعائلته من كل شيئ.ومازالوا حتى الآن يدبرون المكائد و الدسائس ونحن نصر على أنهم أصدقاء.
انظر إليهم كيف يتعاملون فيما بينهم من حرية الانتقال بين دولهم وعدم وجود أى قيود بينهم وحرصهم على مصالح بعضهم البعض والدفاع عن أى دولة تتعرض للهجوم ؛وانظر إلينا ماذا فعلنا بأنفسنا وبلادنا؛ بل اذهب إلى أى سفارة عربية للسفر إليها تجدهم يعاملونك كمتهم؛ لماذا تريد السفر؟ وترى الشروط التي يضعونها لك ورسوم التأشيرة التى تدفعها ويكتبون لك في الاستمارة لا تسترد!
أقسم بالله الذهاب إلى الجنة أيسر من ذهابك إلى بلدة عربية!!!.وترى في المقابل من احتلونا واغتصبوا أرضنا وخيراتنا لا يحتاجون إلى تأشيرة ولا سؤال ولا جواب فهم بجواز سفرهم يجوبون العالم بلا قيود .فلماذ يحدث هذا القهر بكل صوره للمواطن العربي فقط؟!ولصالح من؟!
أقولها سنظل كذلك و سيستمر الوضع على ما هو عليه لأن هذه رغبة من يضعون القيود بحجة اللوائح والقوانين المنظمة للعمل!
لاتقل أخى الغالى إن السفارات الغير عربية تضع شروطا لدخول أراضيها أشد من الشروط العربية ولكن انظر إليهم كيف يتعاملون فيما بينهم وليس معك لأنهم ما وضعوا شروطهم أمامك إلا اقتداء بأخيك العربى!
وأخيرا أقول انظر بعقلك وعينيك فتجد العظيمة مصر :خزائن الأرض وخير الأجناد بلد الأمن والأمان ترى فيها كل أجناس الأرض متناغمين: فيها مواطنون من كل بلاد العالم ينعمون في واحة الأمن وجنة الرحمن علي الأرض ولا يشعرون أبداً أنهم غرباء فإليها لجأ إخوتنا العراقيون والسوريون واليمنون والليبيون وأخيرا توافد الأوربيون فعاشوا جميعاً بيننا أخوة في أمن وسلام ومحبة وإخاء.
لذا أقول كل العرب إخواني وشرف لى اخوتهم.