أخبار عاجلة

الحب رصيد قابل للنفاد .. بقلم الكاتبة “فاطمة المذكوري”

 

خلق الإنسان ليعيش في مجتمع ..و من أسمى الروابط بين أفراده الحب ..تتغذى عليه العلاقات بين الناس و ترتوي لتطول و تمتد مع الوقت ..و تتجمل به و يزداد رونقها كلما زاد هذا الحب ..

كلنا نحب من يمنحنا الحب فهو شعور يختزل تحت طياته العديد من القيم الإنسانية السامية من احترام و تقدير و رحمة و رأفة و حسن معاملة و غيرها من السلوكيات و المشاعر الراقية التي لا تحصى ..و تسعد من يمنحها قبل المستقبل لها ..نعتبره ملاكا بهيئة بشر ..نفرح و نسعد بتواجده بيننا ..يزيد جلساتنا وناسة و بهجة ..و كلما منحنا حبا كلما طلبنا منه زيادة ..

نعتبره نورا بحياتنا و زاوية أمان نلجأ بكل ثقة إليه كلما عصفت بنا الحياة بمتاعبها ..فقد جعلنا نتعود على حسن استيعابه لنا و سعة صدره لتحمل الاستماع إلى ما نقول حتى لو كان تافها ..و حتى لو طال بنا الأمر و نحن مسترسلين في الكلام معه لساعات طويلة …

هكذا هو هذا المحب ..هذا الإنسان الخارق الذي يملك صبرا كبيرا و طولة بال و ابتسامة لا تفارق محياه مهما كانت ظروفه ..إنسان يترجم ألمه حبا يغذق به على من حوله ..يعرف تماما حاجة الآخرين إليه فيؤجل التفكير بذاته ..يحترق من داخله ليشكل هالة مضيئة حوله تنير حياة جميع أحباءه ..يعيش بهم و لهم ..

يتمنى أمنيات و إن تعارضت مع أمنياتهم يؤجلها،يؤخرها و قد يرمي بها إلى العدم ..و يعطي من رصيد الحب عنده بسخاء ..

هذا الرصيد من الحب ينتجه قلب و جوارح تتغذى حبا و تقديرا و احتراما و اهتماما من الطرف الآخر ..و كعادة الطبيعة متى ما فقد عنصر ما يتغذى عليه ذبل و تلاشى و مات ..فلا لوم و لا عتاب على من توقف فجأة قلبه عن ضخ الحب و الإهتمام اتجاه من قابله بعكس مشاعره و سلوكه ..فالأمر ليس بيده و الطبيعة لها قوانين أقوى من أن تتحداها رغبات كل البشر ليكون حكمها نهائي ..

الحب بدون احترام لا يعيش .. يموت ببطئ مهما أخذنا له جرعات من دواء الصبر و الاعتذار..أما الإهمال فهو أحد حدود الحب التي ينتهي عندها ..متى ما وصل إليه تراجع و رحل ..

الحب كالزرع إذا أهملته مات يتغذى على الاهتمام و يتلاشى بالإهمال..

 

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

” قلب الشارقة ” ينبض بعوالم الأدب والفكر والفنون

بقلم د : خالد السلامي06-11-2024 في كل خريف، ينفتح قلب الشارقة ليحتضن عشاق الكتب، أولئك …