كتبت / هاجر سمير
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، كتاب «النشر الإلكتروني.. الإنترنت وحفظ التراث العربي» للكاتب السيد أحمد المخزنجي.
ويعرض الكتاب لموضوع النشر الإلكتروني – والإنترنت – باعتبارهما من وسائل الاتصال العصرية المهمة في نشر وحفظ التراث العربي، بأنواعه وموضوعاته المختلفة مقروءة ومسموعة ومنظورة، لما لها من دور بارز في هذا الصدد.
ويمكن القول إن النشر الإلكتروني يقوم بدور كبير في تعزيز النمو الثقافي؛ وتكوين الشخصية العربية الحضارية المعاصرة ويكسبها المهارات والقدرات للنهوض الثقافي عن طريق نشر الأعمال الثقافية والفنية؛ بهدف المحافظة على التراث العربي . – حفظه ونشره – ذلك أن الاهتمام بنشر الآثار العلمية المرتبطة أساسا في تراثنا «بالمنهج العلمي» يضع أيدينا على تلك الحقيقة المهمة التي تقول: إن العرب والمسلمين – في عصور الازدهار – أضافوا إلى الفكر والاستقراء الإنساني عمومًا والفكر اليوناني خصوصا إضافات كبيرة جدا ، كان في مقدمتها: الملاحظة والتجربة والكثير من عناصر المنهج العلمي.
ولعل من المطالب الملحة على النطاق العربي في مقام تأكيد اهتمامنا بالتراث في حاضرنا وواقعنا المعاصر، والتعريف به ونشره من خلال النشر الإلكتروني – الإنترنت ووسائل الاتصال، أن نقوم بحملة جادة ومخلصة تهتم بجمع المخطوطات من مختلف الفنون والعلوم والعمل على حمايتها وصيانتها من التلف أو الضياع؛ وإمداد الباحثين بها حتى يتم تحقيقها والتعليق عليها وشرحها، فنتمكن بذلك من تقييم وفرز ما تبقى لنا من كنوز في ميدان العلم والفكر على السواء، فتراثنا هو الذي يجب أن تكون له الأولوية في اهتمامنا بحمايته والتنقيب عن كنوزه، لأننا منه نشأنا وإليه نعود، وهو من مقومات ذاتيتنا، ومن ثم لا بد من المحافظة عليه.