حول قضية المساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة .. تلك حدود الله فلا تقربوها .. نص قرآني بديع تستدعيه الذاكرة تلقائيا عند الحديث عن ثوابت وحدود لا مجال للنقاش فيها ، وإلا فالمناقشة في مثل هذه الأمور محكوم عليها مسبقا بالفشل الذريع .
رائع أن نقوم بتحديث أفكار كلاسيكية لتواكب عصرنا ذو الطابع التقني المتميز ، وأقصد بكلمة “أفكار” كل ما يقبل العقل والمجتمع تقبله دون شطحات تودي بأصحابها إلى الهاوية ، ولكن إذا كان الحديث عن الثوابت فهنا لابد للجميع أن يرفع شعار ” لا اجتهاد مع النص ” بمعنى أنه لا يجوز أن يدلي كل منا بدلوه في أمر ورد فيه نص سماوي صريح خاصة وأننا نحيا وسط مجتمع يقدس الرسالات السماوية التي تلزم الجميع بالسمع والطاعة .
بين الإفراط والتفريط هناك طريق لا يسلكه الكثيرون ألا وهو طريق الوسطية ، ففي الوقت الذي ينادي فيه الرئيس التونسي بالمساواة بين المرأة والرجل في الميراث ، لا زالت هناك في مصر بعض النعرات القميئة التي تطالب بحرمان المرأة أصلا من ميراثها ، وكلا الأمرين متفق على تحريمه ، فحرمان المرأة من ميراثها حرام ، ومساواتها بالرجل حرام ، ولا داعي مطلقا للتأسي بنماذج غربية لا تمثل لها الشرائع السماوية أدنى اهتمام .
ختاما …
بصفتي باحثة متخصصة في شئون المرأة والطفل دعوني أهمس في أذن صانعي القرار بالمجتمعات الشرقية :
يا سادة … حنانيكم ببنات حواء ، فقليل من البحث والتفكير سيتضح لكم جليا أن المرأة لم تأخذ حقها إلا من خلال الرسالات السماوية ، ولم ترفع رأسها إلا بعد أن لامس هذا الشعاع الرباني ثناياها ، ولذلك فلا داعي لركوب أمواج قد تغرق سفينتنا التي نركبها جميعا في أعماق سحيقة .