بقلم : نعمة فايد
معالج نفسي
ماجستير علم النفس الاكلينكي
من العوامل الكامنة المنبئة بالاعراض المرضية لإضطرابات الشخصية من اخطر الظواهر المنتشرة في المجتمع ويغفل عنها الكثيرون واصبحت منتشرة بشكل كبير جدا بين الاسر حيث نجد ان بعض الاباء والامهات يفرقون بين الابناء فيفضلون ابنا من ابنائهم عن الاخرين وخصوصا الابن الاكبر (بناءا علي ماسمعتة من واقع عيادة نفسية ) والتفرقة حتي في المشاعر والمغالاة في اظهار الحب فيتعامل معاملة تختلف عن الاخرين مع ان ديننا حرم التفرقة بين الابناء في كل شيء قال (ص) (اعدلوا بين ابنائكم ولو في القبل ) فبعض الامهات والاباء يشعرون بالميل لاحد الابناء وذلك ربما يرجع الي سلوك ذلك الابن كأن يبدو مثلا اكثر حنانا او انة اضعف جسديا او صحيا او لانه اكثر مرحا من اخوتة او لاسباب اخري قد تجعلة اكثر قربا لوالدية فيشعرون بالميل الية من دون اخوتة لكن هذا لا يعطيهم الحق ابدا في التفرقة
في المعاملة كما انة ليس عذرا لتمييزة عن اخوتة فهي خطأ فادح يرتكبونة دون وعي بعواقب ذلك لانها سلوك عدواني تجاه الابناء وتسبب عداءا كبيرا جدا بين الاخوة والاخوات وهكذا تصبح الاسرة متفككة فهي ظاهرة خطيرة علي الاسرة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة انها انعكاس لاجيال مشوهة ومعقدة ومضطربة نفسيا وتكوين شخصية متمردة تخالف القواعد والحدود كوسيلة للتنفيس والتعويض مما تعرض لة من سوء معاملة فالتمييز بين الابناء يعتبر بيئة خصبة لنمو مشاعر الكراهية والحقد والانانية بينهم وايضا هي نتاج لسلوكيات منحرفة تورث حب الاعتداء علي الاخرين ، والاحساس بالقهر والظلم وعدم ىالمساواة وسرعة احساسة بالفشل فهو لم يعتد علي التشجيع والدعم من اهلة ،وانعدام الثقة بالنفس فهو غير قادر علي التعبير عن نفسة ومشاعرة واظهار شخصيتة بين اقرانة فيخرج ضعيف الشخصية ولدية شعور دائم انة اقل من غيرة وبلا قيمة معتقدا انة بسبب قلة امكاناتة ومميزاتة فهو لم يستطيع كسب انتباة وثقة اهلة فيميل الي الوحدة والعزلة والحزن والاكتئاب (فالاكتئاب والميول الانتحارية من الامراض الشائعة لديهم من واقع عيادة نفسية ) وهم ايضا معرضون للانخراط في العادات السيئة عند بلوغهم المراهقة مثل التدخين والمخدرات ويمكن ان يتورطوا في نشاطات اجرامية مثل السرقة.
واخيرا اتقوا الله في ذكريات اولادكم اعدلوا في الكلام ،في الاهتمام ،في توزيع النظرات والضحك والمداعبات ،في الهدايا والمشاركة في اللعب ،في كلمات المحبة ،في الاصغاء والاستماع قدموا الحب لابنائكم واشبعوهم عاطفيا، قدموا الرحمة والاحتواء في صغرهم كي تستحقوة في كبركم فكما تدين تدان وكما تزرع تحصد.