كتبت : هبة عبدالفتاح
10 ديسمبر / كانون أول هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف الذكرى السنوية لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948.
يمثل هذا اليوم فرصة للتذكير بأن حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة وغير قابلة للتصرف وهي مترابطة ومتداخلة. وفي حين أن تعزيزها وحمايتها أمر حتمي للحفاظ على كرامة الإنسان، فإن الاحترام الحقيقي لحقوق الإنسان والوفاء بها لا غنى عنه أيضًا لتحقيق السلام والديمقراطية والتنمية المستدامة.
ومع ذلك، شهدنا هذا العام هجمات خطيرة بشكل خاص على حقوق الإنسان، على نطاق واسع، بدءًا من الحرب العدوانية غير القانونية وغير المبررة التي شنتها روسيا على أوكرانيا والتي تسببت ولا تزال تتسبب في معاناة إنسانية لا يمكن تصورها، وكذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أفغانستان وبيلاروسيا وإثيوبيا وميانمار / بورما. كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء استمرار تدهور وضع حقوق الإنسان في روسيا وتناول وضع حقوق الإنسان في الصين وكذلك الحملة العنيفة المستمرة ضد المتظاهرين السلميين في إيران. لقد عانت النساء والفتيات بشكل خاص من الاستهداف بالقمع والسياسات التقييدية في العديد من البلدان، وعانين كذلك بشكل غير متناسب من انتهاكات حقوق الإنسان في حالات النزاع. كذلك لا تزال حرية التجمع وحرية التعبير عبر الإنترنت وخارجه، وحرية وسائل الإعلام مهددة بشكل خطي؛ حيث يضيف ذلك إلى قائمة الانتهاكات المتزايدة في جميع أنحاء العالم والتي لا تزال محور اهتمامنا.
سيواصل الاتحاد الأوروبي الرصد ولفت الانتباه واتخاذ إجراءات حاسمة في المحافل الدولية لمكافحة ومنع انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، وكذلك دعم المبادرات الدولية لمحاسبة جميع الجناة.
بموجب خطة العمل بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية 2020-2024، يستخدم الاتحاد الأوروبي مجموعة واسعة من أدواته لدعم وتعزيز حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. يشمل ذلك التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في مجال حقوق الإنسان، وفرض عقوبات على الأشخاص والكيانات الضالعين في الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان، فضلاً عن دعم البرامج والمشاريع في إطار “البرنامج المواضيعي لحقوق الإنسان والديمقراطية 2021-2027”.
يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب المدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم ويدعمهم. وعلى نفس المنوال، سيعمل منتدى حقوق الإنسان الرابع والعشرون بين الاتحاد الأوروبي والمنظمات غير الحكومية هذا العام، مرة أخرى، كمنصة للتواصل مع المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم؛ حيث سنناقش الإمكانيات وأفضل الممارسات لوضع حد للإفلات من العقاب وضمان الوصول إلى العدالة والمساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان.
في يوم حقوق الإنسان، نلتزم بمضاعفة جهودنا للوقوف إلى جانب المضطهدين والمعرضين للتهديد والتحدث عنهم، أينما كانوا.