متابعة – علاء حمدي
أقيم بعد ظهر اليوم على هامش “ملتقى كامل كيلانى الأول لأدب الطفل”، والذي افتتح صباح اليوم بالمجلس الأعلى للثقافة، الجلسة الأولى للملتقى والتي كانت بعنوان: “كامل كيلانى رائد الأول لأدب الأطفال”، أدارت الجلسة الكاتبة فاطمة المعدول الفائزة بجائزة الملتقى.
بدأت الجلسة بكلمة الروائي أحمد قرنى بالحديث عن أصعب مراحل الإبداع والتي قال أنها الخطوة الأولى ولكنه وصف خطوة كامل الكيلاني “بألف ميل”، فقد أختار الخطوة الأولى وهي الأصعب في رحلة الإبداع الإنساني، حينما اختار المؤسس العظيم أن يبدأ مشواره نحو الكتابة للأطفال في مطلع القرن الماضي ولم يكن العالم العربي ولا الثقافة العربية تعرف الكثير عن الكتابة الإبداعية والأدبية للأطفال بل كان يُنظر إلى كاتب الأطفال أو معلم الأطفال في مطلع القرن الماضي على أنه أدنى درجة ممن سواه من الكتاب لكن أن تملك قدرة وجرأة كامل الكيلاني الذي اختار طريقه ليعارض التيار السائد ويكتب إبداعاً للأطفال يتجاوز مئات القصص فهذا أمر في غاية الصعوبة.
وأضاف قرني أن الكتابة للأطفال تعرف بأنها كتابة إبداعية موجهة إلى سن الطفولة أو اليافعين، فإننا ننظر وقتها إلى مؤسس عظيم مثل كامل الكيلاني الكاتب الذي مهد التربة وفتح طاقة النور وأسس لكتابة عربية أصيلة نظرة المعلم الأول الذي اتجه صوب قبلة التراث العربي الأصيل فكانت كتاباته تستق على تراثنا ومبادئنا وتنبع من روافدنا العربية سواء السير المكتوبة أو الشفهية مثل ألف ليلة وليلة وسير الأبطال الشعبيين والملاحم الشرقية، ومن هنا نستطيع أن نقول بكل ثقة إن كامل الكيلاني أسس كتابته للأطفال على ثقافة واسعة وهو ابن الحارة المصرية فقد ولد ونشأ بحى القلعة بالقاهرة في منزل يطل على جبل المقطم.
ولأنه يؤمن بالثقافة العربية فقد اتكأ في مسيرته الحافلة صوب تراثنا المعرفي وكانت قصته الأولى للأطفال “السندباد البحري”.
واختتم بأن لا يوجد كاتب للأطفال لا يدين بالفضل لكامل الكيلانى، وأكد أنه واحد من هؤلاء.
ثم جاءت كلمة الروائي أحمد طوسون والتي حملت عنوان: “كامل كيلاني .. الرائد الأول (أندرسن العرب)”
حبث بدأ بالحديث عن بدايات أدب الطفل العربي والتي قال أنها بدأت مع نهايات القرن التاسع عشر من خلال الترجمة التي كانت بمثابة سبيل ينهل منه هؤلاء الذين أرسلهم محمد علي باشا ( ١٧٦٩ – ١٨٤٩) من مختلف المجالات والعلوم في بعثات للخارج للاندماج مع الثقافة والفنون والعلوم في الغرب الأوربي.
وأضاف أن من خلال الاختلاط بالثقافة الغربية التي كان لها السبق في مجال أدب الطفل الحديث الذي ظهر مع أول كتاب مدون على يد الشاعر الفرنسي تشارلز بيرو حين كتب “حكايات أمي الإوزة” عام ١٦٩٦، ثم نقل رفاعة الطهطاوي أول كتاب بالعربية من خلال القصص التي ترجمها للأطفال تحت عنوان “حكايات للأطفال”، و”عقلة الأصبع”، كما أدخل بعض القصص والحكايات التي ترجمها إلى المناهج والكتب الدراسية.
وتابع عندما عاد طهطاوى من فرنسا وأصبح مسئولا عن التعليم حرص على الاستعانة بكتب الأطفال الأجنبية وترجمتها ليقرأها التلاميذ المصريون، كما قدم محمد عثمان جلال ديوانه “العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ”، وهو ترجمة شعرية لحكايات على لسان الطير والحيوانات.
وعن مسيرة الكيلاني الإبداعية قال طوسون: “بأن الكيلاني أول من أصدر قصصا للأطفال بعيدا عن الكتب المدرسية، فقد قضى حياته يكتب للأطفال مؤلفا ومترجما ومقتبسا، في غزارة وتنوع وأصالة، متنقلا ما بين التراث العربي والإسلامي والأساطير العالمية، فقدم مكتبة متكاملة للطفل فنشر أكثر من 200 كتاب في حياته، ونشر ابنه 50 عملا لأبيه بعد وفاته في ريادة عالمية النزعة، لا تقل آثر في الثقافة العربية عن أثر كتابات هانز كرستيان أندرسن عالميا”.
واختتمت الجلسة الأولى بكلمة الدكتورة أنجى مدثر مكاوى والتي تحدثت عن الكيلانى بأنه هو من مهد الطريق لفن جديد من فنون الأدب العربي ألا وهو أدب الطفل، وقد أدرك بثاقب فطنته وبصيرته حاجة الطفل العربي إلى أدب جديد، أدب يحببه في لغته ويتدرج به تبعا لسنه ويوقظ مواهبه واستعداداته، ويغذي ميوله وطموحه ثم ينتهى به إلى حب القراءة والمثابرة عليها.
وأضافت أن الإقبال على قصص كامل الكيلاني ما بين مؤلفة ومترجمة كان سببه الأهم هو أختيار موضوعات قصصه وإخراجها من صميم واقع الأطفال في مراحله المختلفة، ثم يأتي السبب الثاني وهو تنوع مضمونها من وطنية واجتماعية وعلمية ودينية.