بقلم : إسراء رباح
ماجستير في علم النفس الاجتماعي
هل الحماية الزائدة للوالدين هي حب للأبناء أم أسلوب خاطئ في التربية؟
للإجابة على هذا السؤال؛ سنعرض في المقالة التالية ما معنى الحماية الزائدة؟ وما هي مظاهرها؟ وأسبابها؟ وأضرارها؟ ونصائح موجهة للوالدين توضح كيفية التعامل مع الأبناء.
أ– معنى الحماية الزائدة للوالدين:
الحماية الزائدة هي قيام الوالدين برعاية الأبناء بشكل مبالغ فيه، ويتمثل ذلك في قيام الأب والأم بالمهام التي يجب على الابن القيام بها، فهي تؤدي إلى افتقاد الابن للخبرات التي يمر بها في حياته وافتقاده أيضًا للمهارات الاجتماعية التي يكتسبها أثناء تفاعلاته مع الناس، ونجده يشعر بالخوف من مواجهة أي شيء في حياته مثل: خوفه من مواجهة المواقف التي يتعرض لها.
ب- مظاهر الحماية الزائدة للوالدين:
1- خوف الوالدين على الابن بشكل مبالغ فيه، وتوقعهما لتعرض ابنهما للأذى أثناء قيامه بأي عمل.
2- تقييد الوالدين لحرية الابن، فلا يتركانه يختار نوع الملابس التي يريدها.
3- اتخاذ الوالدين لقرارات ابنهما نيابة عنه.
4- قلق الوالدين على الابن ولهفتهما الزائدة عليه.
5 – تسامح الوالدين تجاه السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الابن، مقارنة بالآباء الآخرين الذين يعاقبون أبناءهم على نفس هذه السلوكيات.
6- منع الوالدين للابن من الدخول في أي موقف من مواقف التنافس مع غيره من الزملاء، وخصوصًا في حالة خسارة الابن وفوز زملائه عليه في هذه المواقف.
ج- أسباب الحماية الزائدة للوالدين:
1– عدم حصول الوالدين على الحب والرعاية اللازمة من آبائهم وأمهاتهم في فترة طفولتهم؛ يؤدي لإغداق الوالدين لمشاعر الحب المفقودة على أبنائهم.
2- خلافات الوالدين وانعدام الحب والثقة بينهما، تجعل الوالدين يعوضان نقص الحب بينهما عن طريق إحاطة طفلهما بالحماية الزائدة.
3- يستخدم الوالدان أسلوب الحماية الزائدة مع ابنهما؛ لأنه قد يكون الابن الذكر الوحيد بين أخوته الإناث، أو لضعف الابن ومرضه.
4- وجود طفل وحيد في الأسرة قد يكون سببًا من أسباب الحماية الزائدة، فنجد أن الوالدين يخافان عليه خوفًا شديدًا ويحيطانه بالرعاية الزائدة ويستجيبان لكل طلباته، فيجعله شخصًا أنانيًا يعرف حقوقه أكثر من معرفته لواجباته.
د- الآثار الضارة المترتبة على الحماية الزائدة للوالدين:
1 – يتسم الابن بالخضوع والاستسلام وضعف الثقة بالنفس.
2- يحتاج الابن إلى مساعدة الغير في نصحه وإرشاده.
3- ينعدم التركيز لدى الابن.
4- يصبح الابن غير قادر على تحمل الإحباط، وينخفض مستوى الطموح لديه.
5- يخاف الابن من تحمل المسئولية.
6- لا يستفيد الابن من الخبرات السابقة للآخرين.
7- يصبح الابن حساسًا للنقد بشكل مبالغ فيه.
8- لا يتفاعل الابن مع الأشخاص الغرباء، وإذا تفاعل معهم يشعر بالتوتر والخوف الزائد.
9- وفي النهاية، يصاب الأبناء بالعديد من الاضطرابات النفسية: كالقلق، والاكتئاب.
ھ- توصيات تساعد الوالدين على كيفية التعامل مع الأبناء:
1 – يوكل الآباء مهامًا مناسبة للأبناء يستطيعون القيام بها، حتى تكون لديهم القدرة على تحمل المسئولية فيما بعد.
2- إعطاء الوالدين حرية الاختيار للابن منذ صغره كاختيار ملابسه مثلًا؛ لكي يكون قادرًا على اتخاذ قراراته بنفسه عندما يكبر.
3- على الوالدين عدم إظهار الخوف الزائد على الأبناء؛ حتى يستطيعوا مواجهة الحياة بمفردهم.
4- عدم تسامح الوالدين تجاه السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الابن، وتوجيهه إلى السلوكيات الصحيحة.
5- عدم تدليل الأسرة للابن الذكر نظرًا لأنه الوحيد بين أخوته الإناث، وقيامه بالأدوار المناسبة له داخل أسرته.
6- عدم استخدام الآباء لأسلوب الحماية الزائدة مع الأبناء، حتى لا يستخدم هؤلاء الأبناء الأسلوب نفسه مع أطفالهم في المستقبل.
وأخيرًا وليس آخرًا، يمكننا القول بأنه يجب على الآباء إظهار الحب والرعاية لأبنائهم، ولكن إذا زاد الحب والرعاية عن الحد المسموح بهما، ينقلب هذا الحب إلى أسلوب خاطئ في التربية ألا وهو الحماية الزائدة.
المصادر:
- سناء حجازي:
علم النفس الإكلينيكي للأطفال، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، الأردن، عمان، (2013).
- عامر مصباح:
التنشئة الاجتماعية والانحراف الاجتماعي، دار الكتاب الحديث، القاهرة، (2010).
- سهير كامل – وشحاتة سليمان:
تنشئة الطفل وحاجاته، دار الزهراء للنشر والتوزيع، الرياض، (2012).
4 – رشا مصطفى:
الحماية الزائدة للوالدين كما يدركها الأبناء وعلاقتها ببعض المهارات الاجتماعية لدى عينة من الأطفال من (9-12) سنة”، مجلة دراسات الطفولة، المجلد (18)، العدد (67)، (2015)، ص (35-40).
- عصام نور:
- الأسس النفسية للنمو، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، (2015).