كتبت : هاجر سمير
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة؛ وبأمانة الدكتور هشام عزمي؛ والكاتب محمد ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، عقد المجلس الأعلى للثقافة مائدة مستديرة بعنوان “المنصات الرقمية ومستقبل الصحافة والإعلام وتحديات الرقمنة”، والتي نظمتها لجنة الإعلام بالتعاون مع لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية.
أدار المائدة: الدكتور هشام عزمي، أستاذ علم المعلومات والأمين العام للمجلس، وشارك بها: ، والدكتور حسن عماد مكاوي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وخالد البرماوي، خبير الإعلام الرقمي، والمهندس زياد عبدالتواب، مساعد أمين عام مجلس الوزراء لنظم المعلومات والتحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والدكتور علي فرجاني، خبير الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى، والدكتور فتحي شمس الدين، أستاذ الإذاعة والتليفزيون وخبير الإعلام الرقمي، والدكتور مروى ياسين، أستاذة الإعلام، والدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية الأسبق ومؤسس مراكز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.
أعرب الدكتور هشام عزمي في بداية اللقاء عن مدى سعادته بالتعاون القائم بين مختلف لجان المجلس الأعلى للثقافة، مشيرًا إلى الدور البارز الذي تلعبه كل من لجنة الإعلام ولجنة الثقافة الرقمية، مؤكدًا أننا أمام موضوع مهم ويفرض نفسه تحت عناوين مختلفة، بين قضايا الوعي والانتماء والهوية الثقافية، آملًا أن نخرج من هذا اللقاء بعدد من المقترحات والتوصيات التي تساعد الأجيال الجديدة على التأثر وكذلك التأثير في تحصيل كل ما هو جديد في ذلك المجال.
مؤكدًا أن مصر سباقة في مجال الرقمنة منذ زمن طويل، فكل ما يمكن أن نحصل عليه من المنصات الرقمية والافتراضية ومواقع التواصل الاجتماعي تمثل إضافة إلى قاعدة البيانات التي تضطلع مصر بها منذ وقت مبكر في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات بإنشاء شبكة معلوماتية وطنية لإتاحة المعلومات والبيانات التي تعد بمفهومنا الحالي قاعدة رقمية.
وموضحًا أن من المهم الإشارة إلى أن هذا كله قد تم بوعي مجموعة من الشباب بدعم من مجلس الوزراء المصري، فما نشهده الآن يعد تطورًا لتلك البدايات، فالإعلام والمعلومات والثقافة والتكنولوجيا كلها وجوه لقضايا متشابكة جدًّا، ولا يمكن فصل قضية الإعلام والثقافة عن قضايا الرقمنة وقضايا الهوية الثقافية وتحديات الرقمنة.
وقال الدكتور هشام الشريف إن المعلومات والثقافة والتكنولوجيا هي دوائر متداخلة، فهل أوصلتنا تلك الدوائر إلى ما نريد؟ ولو لم تكن قد فعلت فهل يمكننا أن نغرز منها ما هو أفضل، وهل ستكون متاحة لكل بيت مصري؟
مؤكدًا أننا نفخر ببلدنا ولكننا نطمح في تكامل تلك الدوائر بشكل أكبر، وعلينا ألا نفقد الأمل وأن نترجم ذلك إلى عمل.
وتحدث الدكتور عماد حسن مكاوي عن تطور الاتصال من عصر المشافهة إلى الواقع الافتراضي، متطرقًا إلى أهم الفروق بين الاعلام التقليدي والإعلام الرقمي، فالأول إعلام مؤسسي تحكمه قواعد ونظم وقوانين والتفاعلية معه محدودة، حتى إن جمهوره يتراجع بشكل كبير، وأما الإعلام الرقمي فهو شبكي ومتحرر من القيود ويتسم بالفردية، والتفاعلية معه سريعة ومطلقة، وهناك تزايد في استخدامه.
وتحدث المهندس زياد عبدالتواب عن الصعوبات التي واجهت مصر في البدايات، منذ المعاناة مع دخول أول خمسة أجهزة كمبيوتر إلى مصر، وكيف اختلف الأمر اختلافًا بينًا خلال تلك السنوات الثلاثين، حتى إننا صرنا إلى أتمتة المؤسسات كفرض لمواكبة التقدم العالمي، مشيرًا أن البنية الأساسية الرقمية أفضل كثيرًا عن ذي قبل.
وأما الدكتور علي فرجاني فقد أوضح أن من الصعب وجود صناعة منصة رقمية بسبب الشركات متعددة الجنسية التي استحوذت على الجمهور العربي.
وصار هناك تأثير عولمي من خلال المنصات الرقمية في هؤلاء الجمهور سواء الشباب أم الكبار؟
ومن ضمن الأساليب المستخدمة في المنصات الرقمية الاستراتيجيات الإعلامية (نظرية ترتيب الأولويات)، والتوجه الأيديولوجي الذي تتبناه كل منصة.
وتحدث الدكتور فتحي شمس الدين حول طبيعة المشهد الإعلامي في العالم كله، لا سيما مصر، مشيرًا إلى عدد من الأنماط الإعلامية بين تقليدية وشبكية وافتراضية، موضحًا أهم التحديات التي تهدد الإعلام بكل أنواعه، وعلى رأسها GPT الذي يستطيع كتابة مقال أو خبر أو حتى كتاب، والروبوت الإعلامي الذي لا يشيخ ويستطيع التعامل مع البيج داتا، على عكس الإنسان الفاني ، وتناولت الدكتورة مروة ياسين القضية من زاوية مختلفة، مركزة على الجوانب النفسية والتربوية التي يتعرض لها الإنسان، في ظل عدم الجاهزية وقلة الوعي، لا سيما الجاهزية المعنوية.