كتبت : هاجر سمير
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين كتاب «شعر الكنائس والأديرة المصرية.. من الفتح العربي حتى نهاية العصر المملوكي» للدكتورة حنان الشرنوبي.
يتناول الكتاب، لون أدبي وشعري يعد امتدادا لما شاع في بغداد في العصر العباسي الأول في أشعار أبي نواس ورفقائه من شعراء المجون واللهو، الذين تأثرت شاعرتهم بالانفتاح الحضاري الذي حدث في البيئة العربية، ومن ثم فإن الكتاب يتناول هذا اللون الشعري في مصر منذ الفتح العربي لها، ثم يتناول هذا اللون الشعري بعد أن عرفت مصر نوعا من الحكم الذاتي والشكلي عن الخلافة في بغداد، وذلك بعد أن تولى «أحمد بن طولون» في سنة ٢٥٤ هـ؛ إذ أنشأ هذا القائد بمصر أسرة حاكمة نُسبت إليه.
وتناول بعض شعراء العصر الطولوني هذا اللون الشعري «الديارات»، ثم ظهوره عند شعراء العصر الإخشيدي والفاطمي، ولعل أخصب تلك العصور وأغزرها أدبا هو العصر الفاطمي، وإن لم يصلنا من نتاجه إلا القليل.
وجاء الكتاب في مقدمة وأربعة فصول، وجاء الفصل الأول عن أديرة مصر ومجالسها، وتتبعت فيه الكاتبة أديرة «القصير ومرحنا ونهيا وطمويه والطور واتريب وأبي هور ويحنس»، وكان الفصل الثاني عن موضوعات الشعر في ديارات مصر، وقد تناولت فيه موضوعات وصف الطبيعة، والغزل بأنواعه، ومجالس الخمر وغيرها، واللهو والغناء.
وكان الفصل الثالث عن المعقول الديني والذات العربية، وتناولت فيه التشيع والتصوف والثقافة الهرمسية، وتناول الفصل الرابع الدراسة الفنية وتشمل عددا من المباحث هي اللغة والأسلوب، والتمرد على التراث، الواقعية في الوصف الموسيقى في شعر الأديرة، ثم تأتي الخاتمة لتستخلص النتائج التي توصلت إليها، ولعل من أهم هذه النتائج على الإطلاق ما اتسمت به الشخصية المصرية في أدب الأديرة من ميل إلى السخرية والفكاهة، وما اتسم به أسلوب هؤلاء الشعراء من وضوح في المعنى وسهولة في اللفظ وصدق في التصوير، وما اتسم به هؤلاء الشعراء من تمرد وتناقض يصل أحيانا إلى حد النفاق الاجتماعي، ويبدو أن شعراء مصر المعروفين كانوا على اتصال بالأديرة يحضرون مجالسها، ومنهم ظافر الحداد الذي يبدو أنه كان يختلف إلى الكنيسة المرقسية قرب محطة الرمل في الإسكندرية، وابن عاصم الذي كان يتردد على دير طمويه، ومن هؤلاء الشعراء أيضا تميم بن المعز، وابن النبيه والبهاء زهير وغيرهم.