كتبت : هاجر سمير
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن سلسلة الثقافة الشعبية، كتاب «الأطعمة والأشربة في محافظة المنيا.. دراسة ميدانية في مدينة ديرمواس»، للباحث زين عبد الصبور حماد.
وتتناول الدراسة البحثية الأطعمة والأشربة والحلوى الشعبية ورصد وتوثيق المتاح منها في منطقة البحث الآن مع ذكر ما ورد ببعض آيات القرآن الكريم والسنة النبوية بشأن الأطعمة والتعريفات اللغوية والعادات والتقاليد والفنون القولية للجماعات الشعبية، إضافة لخامات الأطعمة وطرق إعدادها من خلال المصادر الإخبارية المتنوعة للنطاق الجغرافي لمركز ومدينة ديرمواس بمحافظة المنيا.
وتظل الحياة قائمة بسعي البشر واستمرار التواصل بين الأجيال بتعاقب الحقب الزمنية التي يتغاير فيها الكثير من ملامح الحياة وتنبعث فيها مستحدثات نتيجة تراكم الخبرات واكتساب المعرفة التي تؤدي إلى إضفاء الطابع المتميز في كافة المجالات، وتحظى الجماعات الشعبية بقدر هائل من مكتسبات الحياة نتيجة الاندماج والانصهار بالواقع ما بين التعايش والإبداع، ولكن الجماعات البسيطة دائمًا تنشئ منجزات إيجابية تثري الحياة الشعبية بعناصر متميزة، فالأطعمة في شتى أشكالها وأنواعها عبر الزمن منذ بدء الخليقة حتى الآن هي مصدر الطاقة والحياة للإنسان، ومحل صراع لمقدرات المجتمعات الضعيفة.
والمطالع للمكتبة التراثية العربية يصادف بها العديد من المصنفات التي خصصها أصحابها لتناول موضوع الطعام وتصنيفاته وبيان أنواعه وطرق إعدادها، وما يتعلق بها من عادات وتقاليد و آداب اجتماعية، وانعكاساتها على كتابات المبدعين والمؤرخين الذين اعتنوا بهذا الصنف من الكتابات فوصفوا الأكلين وأنواعهم ونوادرهم الغريبة، حيث يبدو الطعام أداة ثقافية تنتقل من خلالها العديد من الرموز والمؤشرات الثقافية الهامة، والراسمة لحدود ثقافة هذا البلد أو ذاك.