حوار: نور هزيمة
من الشغف إلى الاحتراف دخلت عالم تصميم الأزياء لتبدع فيه وتقدم أجمل التصاميم،انطلقت من عاصمة الموضة بكل ثقة،بأسلوب مميز وجميل، وأعطت صورة مميزة عن المرأة المبدعة في مجال تصميم الأزياء، تتمتع بالحس الفني والموهبة والذوق الرفيع. والحاصلة على عضوية شرفية في مجلس سيدات المجتمع الدولي.
نطوف بكم في جولة إلى سحر وأناقة شخصية مصممة الأزياء سلمى داوود لنتعرف أكثر عن مشوارها في عالم التميز
١-لمحة عن مصممة أزياء سلمى داوود؟
سلمى داوود مهندسة معمارية و مصممة أزياء بدأت مسيرتي الفنية بباريس عاصمة الموضة الفرنسية و مشواري الإبداعي بلبنان،و قد تم تكريمي بأبوظبي بمهرجان إبداعاتي من قبل سمو الشيخة عايشة بنت راشد المعلا كما أني عملت على مشاريع هندسية كبيرة بين أوربا، الشرق الأوسط و الخليج من ضمنها مشروع للمهندسة الراحلة زها حديد كما تكرمت من المعهد الأعلى للمسرح بباريس شارل دولان على ديكور مسرح قمت بتصميمه لمسرحية madras la nuit où.
وحصلت مؤخرًا على درع فارس التميز من فرسان السلام.
٢-هل شهدتي نقطة تحول في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتك أدت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الأزياء؟
منذ الطفولة كنت أنجذب لفكرة الإختراع و الرسم على الخشب و الحرير وتتطور معي هذا الشغف يومآ بعد يوم،وبنفس الوقت ترعرعت ضمن وسط محيط تركيزه الأول النجاح. وكنت أدرس بمعهد نموذجي يضم النوابغ،ووالدي زرع فيني حب الرياضيات،فأحببت أن ادمج حب الفنون والرياضيات بدراسة الفنون الجميلة ثم الهندسة.
وفي مرحلة دراستي بالمعهد العالي للهندسة المعمارية بباريس، قال لي أستاذي- مكانك ليش هنا مكانك بمعهد تصميم الأزياء،توقعت وقتها أنه ينعتني بالفشل بمجال الهندسة،ولكن هذا كان تعبيرا منه عن شغفي البارز للموضة الذي أمارسها من خلال طلات مميزة وغريبة ومختلفة،ونقطة البداية كانت مع وفاة جدتي سينةكانون و هي كانت مصممة أزياء و فساتين، و كانت تروى لنا قصة أول فستان صممته،فأحببت أن أهدي لها عرض لإحياء روحها رحمها الله و اسكنها الجنة.
٣- مافلسفة تصميماتك هل تبدأ بفكرة رئيسية أو بنوع من الإلهام أو بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بكثرةٍ موخرًا؟
تصاميمي منبعها مكافحة دكتاتورية الأفكار الموحدة، المستهلكة هذا ما أحاول الابتعاد عن الروتين و التكرار وأتمشى بمساحات الإبداع و الخروج عن المألوف إلى أفكار out of the box.
فأنا لا أصمم فستان فقط بل سيناريو فيه رسالة، فأستخدم من القماش الخامات التي تخدم فخامة الأحاسيس.
٤- من الذي يلهمك بوصفك مصممة أزياء؟
إلهامي ثلاثي الأبعاد، أولاً شغفي بالمسرح و تحرك الأجساد بطريقة تعبيرية لإيصال رسالة مرتبطة بحدث، ثانياً شغفي بالفنون من موسيقى تعبيرية و فنون جميلة، وثالثاً هو الخيال الذي يرفض المتكرر و déjà vu.
الأبعاد الثلاث تميل إلى خلق طلة ذات بصمة ترسخ بذهن المتابع.
٥- ماالدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لعلامتك التجارية ؟
نحن نعيش بعصر يميل إلى عشق الأرقام، للأسف أصبحنا بزمن يقيم نجاحنا بعدد المتابعين و العلامات الزرقاء الموثقة للحسابات،و أنا كان كل تركيزي النجاح في العالم الحقيقي و ليس الافتراضي و لكن بحكم استهلاك هذه الحقيقة، عم حاول اتواجد بطريقة خفيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن فكرة عروضي المتخصصة بالقطعة الفريدة لا تتحمل تسويق، لأن القطع الفنية تعرض بمتاحف و ليس بصفحات يسرقون فيها الفكرة.
٦-ماجديد فستان الزفاف ل ٢٠٢٢؟
أنا لا اختص بتصاميم فساتين الأعراس و لكن إذا بالمستقبل إمرأة أيقونية تميل إلى التميز بطلة جديدة طلبت مني تصميم فستان عرسها فلن أتردد.
وتوجهي ان اصمم فساتين للمشاهير الدوليين والعرب من فنانين وممثلين وكبار الشخصيات، الذين يميلون لطلب طلات ملفتة ومتميزة تليق بحفلات السجادة الحمراء وكل الحفلات المميزة التي تحتاج لبصمة.
٧-كيف ترى ملامح الموضة الجديدة؟وماهي الألوان التي تناسب الموسم القادم؟
لا يوجد ملامح لموضة جديدة يوجد أفكار موضة نحنا من نطرحها، وإني أرى بعد أن تخطينا أزمة الجائحة أصبحنا نميل إلى الخروج من عتمة الحجر، من خلال إبراز الأقمشة ذات الخطوط الذهبية و الفضية اللامعة.
٨-هل هناك أسلوب معين اتبعتيه للوصول إلى مستوى التميز والنجاح؟
برجي برج القوس الناري، فإني أمشي بخطوات مدروسة، بكل ثقة بالنفس. لأن كل شيء أخطط له اتكل فيه أولاً على رضا الله و الوالدين،سلمى داوود هي ليست مهندسة أو مصممة فقط هي إمرأة تنجب أفكار متميزة نطرحها بكل المجالات تخطيط حضري، بالهندسة المعمارية،بتصميم متميز، ترويج لأفكار جديدة بكل المجالات، فهي بصمة شبيهة بفيروس لا تطبق بمجال فحسب فهي concept ponder.
الأسلوب الوحيد الذي اتبعته هو أسلوب يدمج بين الثقة بالله اولاً وبالنفس ثانياً، الاجتهاد و خاصة الحرفية في احترام أي وعد أقدمه في تعاملي مع الناس، رغم العراقيل التي اعترضت طريقي كإمراة في مجال الهندسة أو التصميم ،ولكن تعلمت من أمي الأسلوب العسكري في الأداء و التمسك بالامتياز.
٩-ماهو جديدك؟
جديدي هو آخر عرض قدمته بعنوان artell.. بالإنجليزي حديث فن و بالعربي أرتال و الرتل و هو الطيب من كل شيء، و هي كولكشن مستوحاة من دبي إكسبو 2020.
“ويسعدني أن أكون أول من يقترح فكرة مزج فن المسرح (تياترو)والفنون الجميلة في الإمارات بعروض الأزياء،لتكون هذه بصمتي”
أردت من خلال هذا العرض إبراز فستان إيقوني مستوحاة من شعر سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم و كلامه عن الخيل و الإبداع.
وأستخدمت للفستان قماش التفتا الحريري الأبيض الناصع،يطرح رسمة الخيل من مادة الأكريليك المطرز كما استخدمت في الحزام الخلفي مواد مستدامة..
كما صممت فستان أسود مطرز بالورود الذهبية اللامعة و طرحت في العرض حبكة درامية، مع كوريغرافيا تخرج عن المألوف، نرا فيها العارضة تمسك قفصاً ذهبياً فارغاً عليه شريط أحمر و عارضة تقمص دوره المبدع ونجم التواصل الاجتماعي خالد السناني حاملا حبلا،فوتت تياترو صغير داخل العرض و التلاعب بمشاعر المتابع، علاقة الوصل بين الأرواح التي تحب بعضها رغم قساوة الموت.
كما كان هناك فستان مستوحاة من المهندس santiago calatrava… و لكن مع الحفاظ على الستايل المخضرم، والمحتشمة و الglamour.. بنفس الوقت
طرحت بشت ملونة مع البرقع المكون من كرستلز لتكوين طلة مميزة و fresh.. فيها لمحة للتراث الإماراتي،
وايضاطرحت فستان لاتيني هو شبيه في تصميمه باللوحة الفنية.
١٠-كلمة أخيرة للمجلة ؟
كلمتي الأخيرة، أنا لا أؤمن بكلمة منافسة بعالم الفن،لأن الابتعاد عن التكرار و سرقة الأضواء و التركيز على تقديم محتوى ذو بصمة مميزة هو مفتاح النجاح، أشكر الله أني اليوم اتواجد بالإمارات البلد الذي احتواني كمبدعة، وأطمح أن أخدم أرضها بأفكاري و أن يكون لي منصة للوصول للعالمية مثل باريس لندن موسكو لاس فيغاس كويت البحرين عمان فكلمة النهاية أبصم، أبصمي، أبصموا.
والشكر الأول والأخير لعائلتي إلى من بالحب غمروني وزرعوا فيني المثابرة وحب الخير للكل،وكما وعدت والدي محمد داوود ان أرفع راسه واسم عيلته لتشع دولياً ولأني أؤمن بوقع الكلمة الراسخة،وأهدي كل هذا النجاح لوالدتي نورهان ،وأخواتي سهير داوود، وسيرين داوود،وصديق و هشام و سوفيه و كل متابعيني و محبيني.