أخبار عاجلة

الإمتنان للألم

بقلم : نعمة فايد

رحلة التعافي تبدأ بخطوة وأول خطوة بعد القبول هي الإمتنان للألم ، فالألم ينظُر لة الإنسان علي أنة أمر سلبي ولكن مع التغير والتطور الذي سيحدث لك ستجد مدي الحكمة المصاحبة لهذا الألم ، فكل ضيق وألم معة فرج ووعي وتحرر وتطور لذاتك وروحك ، فكلما زاد ألمك كلما زاد نضجك، لذلك عليك الإمتنان لكل تجربة مهما كانت قاسية لأنك تعلمت درساً يساهم في جعلك شخص قوي يعرف طريقة التغلب علي كل محنة وأزمة ، فالألم رسول أي إنزعاج هو رسول إليك لينبهك بشيء داخلك .

للألم مهمة معينة معك ، بسبب عدم قبولنا لة نحن نغلق الباب في وجهة وسيظل الألم يطرق الباب مراراً وتكراراً حتي نسمح لة بالدخول ، عندما نفهم أنة جاء لخدمتي وليس لأذيتي وتدمير حياتي فأياً كان نوع ألمك جسدي أم إنزعاج نفسي فهو لم يأتيك عبثاً بلا سبب وبلا معني ، حتي إن لم تفهم السبب أقبلة وأمتن لهذا الرسول حينها ستكون في سلام مع وجودة وستدرك معناه وستتعلم وترتقي ، وعندما نتعلم أن نغير منظورنا تجاه الألم سيتغير شعورنا كذلك وبمجرد الإمتنان لة وقبولة سيكون هذا مفتاح السماح لة بالرحيل ، فقبولك وإمتنانك للألم لا يعني عدم رغبتك بالشفاء ، قبولك وإمتنانك لة هو الشفاء ذاتة ، فعندما يأتي الضيف المٌرسل لمنزلك تٌرحب بة وتكون ممتناً لحضورة ولرسالتك التي حملها لك هذا لا يعني أنك تريدة أن يسكن معك ، ترحيبك وإمتنانك يعني أنك فهمت وحينما يدرك الضيف أنة أكمل مهمتة  سيرحل .

فسيظل الألم هو أقوي شيء يعلمك ويطورك ، فلولا الألم لما كنت بدأت رحلة وعيك بذاتك ، رحلة الوصول الي الحب والهدوء والسلام النفسي، فلتشعر فية بالإمتنان ، ربما الإمتنان ليس مرادفاً للألم لكنة في نظري أدعي أن يصاحب كل الألام التي تشعر بها ، مثل هذا الصداع الذي يكاد أن يشق رأسك نصفين يصاحبة شعور بالإمتنان لكل ثانية ترفع فيها رأسك بلا وجع ، الدموع التي تخنقك ليلاً أٌشعر فيها بالإمتنان لكل لحظة سعادة تمر عليك أو مرت ، حتي ألم السكين الذي ينخزُ في قلبك بسبب كل الذين خذلوك تذكر حينها بالإمتنان العميق لكل من إحتضنك بقوة وصدق

فالإمتنان هو ما يجدر علينا تعلم العيش وفقاً لة فالصراخ والسخط في أول أزمة نتعرض إليها يدل علي مدي هشاشتنا ، فما يتوجب علينا القيام بة في الحياه هو التحمل والصبر والحفاظ علي سلامتنا النفسية .

وأخيراً .. سيظل يأتيك الألم ويهاجمك بدون سابق إنذار ويفاجئك وانت تتجاهلة مرة .. وتهرب منة مرة .. وتقاومة مرة ..

حتي تحتوي هذا الألم وتتقبلة وتدرك أنة ليس عدوك وإنما هو صديقك المخلص الذي كنت تبحثُ عنة طوال عمرك ، يحملُ لك رسالة السعادة والحرية في داخلة

فقط رحب بالألم وسلم لة نفسك وجسدك وإستقبل الرسالة .

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

حياتي كشريط فيلم

بقلم: آية شريف تم النشر بواسطة:عمرو مصباح يتضمن مشاهد متنوعة، من فصول الطفولة البريئة إلى …