بقلم : خالد جعغر
عندما كتبت بالأمس عن سوء حال الجنيه المصري إلا أن هذا ليس معناه أني ضد سياسة الإصلاح الاقتصادي الذي تنتهجة الدولة الآن، لأني أعرف أنها مجرد مرحلة لابديل عنها ومن الضروري أن نتحملها.
ولمن لا يعرف ويكتفي بالنظر تحت قدميه فقط على طريقة (عيشني النهارده وموتني بكره ) لأنه تعود أن يكون مستهلكا فقط، وعلى الدولة أن تتكفل به وكأنها ولي أمره، معترضا على تحمل سياسة الإصلاح الاقتصادي وكأنها ليست مهمته ولا يجب أن يشارك فيها ، ولا يدرك أن الزرع في التربة الصالحة تؤتى ثماره لاحقا..
لايتسع المقام أن أتحدث عن هذا الأمر تفصيليا الآن، ولكنني مؤمن جداً بأننا تأخرنا كثيراً في هذا الإصلاح وأهملناه سنين طويلة على حساب ميزانية الدولة التي كانت تدفع الفرق من خزينتها لأجل الدعم الذى اعتبره البعض أنه فرض عين على الدولة، مما أدى إلي شلل حركة التنمية الاقتصادية طوال عقود طويلة..
نعم الأمر صعب ولكن آن الأوان أن يدرك الناس الحقيقة التي غابت عنهم طويلا. ورغم صعوبة القرار إلا أن الدولة الآن لم تعد ضعيفة، أو خائفة، كما كان السابقون يرضون الناس على حساب ميزانية الدولة لأجل الاستمرار في الحكم ويطرب وينتشي لسماع جملة : الدعم ياريس والعلاوة ياريس وربنا يخليك لينا ياريس . انتهت سياسة التواكل، وانتهى عهد الدولة الضعيفة، وانتهى عهد الرئيس الموظف وتحيا مصر المحروسة .