كتبت : هند الصنعانى
السفارة المغربية في هولندا والقنصلية العامة بأمستردام تدعمان الثقافة المغربية داخل وخارج المغرب.
في إطار الاستعداد المكثف لعقد مؤتمر رابطة كاتبات إفريقيا الذي سينعقد يومي 9 و10 مارس 2023 في عاصمة المغرب الرباط، نظمت الروائية نجاة تقني ممثلة رابطة كاتبات المغرب فرع هولندا يوم السبت 18 فبراير 2023 ندوة افتراضية عبر برنامج زوم بعنوان ” البعد الثقافي المغربي الإفريقي.”
افتتح هذا العمل الثقافي الوازن سعادة السفير السيد محمد البصري، ورحب في مستهل كلمته برئيسات وممثلات رابطة كاتبات المغرب داخل وخارج الوطن. وشكرهن على الدعوة الكريمة. وذكر بأن هذا اللقاء سيكون فرصة من أجل تقديم كل ما يتعلق بالتحضيرات الخاصة بمؤتمر رابطة كاتبات إفريقيا من جهة، ومن جهة أخرى يكون استشرافا للمستقبل في إطار العمل الذي تقوم به رابطة كاتبات المغرب والمهمة النبيلة التي تهدف أساسا إلى التعريف بالثقافة والحضارة المغربية. وتحدث سعادة السفير السيد محمد البصري على أهمية هذا الموضوع بالنسبة للمغرب والمغاربة. وأردف أن المغرب له تقليد في الاستقبال والتعاطي والانفتاح على الآخر، ويعمل على صيانة حقوقه وكرامته.
بعد ذلك قدم سعادة القنصل العام السيد سليم لحجمري كلمته القيمة باللغة الفرنسية، ورحب بدوره بالسيدات الحاضرات: رئيسة رابطة كاتبات المغرب وممثلات الفروع في أنحاء العالم. كما أشاد بالمجهودات والتضحيات التي تقوم بها المرأة المغربية داخل وخارج المغرب. وأضاف أن هذه الندوة التي تؤسس للاجتماع الذي سيكون في الرباط هو عمل قيم. وَهَنَّأَ القنصل العام بمدينة أمستردام السيد سليم لحجمري رئيسة رابطة كاتبات المغرب وممثلات الفروع على هذا العمل الجاد الذي سيمهد لتبادل العلاقات الثقافية بين المغرب وبلدان إفريقيا.
وقد نَوَّهَ كل من سعادة السفيرالسيد محمد البصري وسعادة القنصل العام السيد سليم لحجمري في كلمتيهما بالجهود السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وباهتمامه بإفريقيا، وأكدّا أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله والمغفور له الحسن الثاني والمغفور له محمد الخامس يعتبرون قدوة للانفتاح والتعايش والسلام.
قبل أن تدلي السيدة بديعة الراضي رئيسة كاتبات المغرب بكلمتها شكرت سعادة السفير السيد محمد البصري وسعادة القنصل العام السيد سليم لحجمري على حضورهما واحتضانهما تجربة الرابطة، كما أثنت على الخارجية التي تدعم النساء المغربيات من أجل تحقيق حلمهن الثقافي والأدبي الإفريقي. وأضافت أن حلم الرابطة وهدفها هو التواصل مع الكاتبات الإفريقيات المقيمات في بلاد المهجر لكي يكون الترافع عن القضايا التنموية الإفريقية التي سجلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بدكار، وذلك بنفض الغبار عن مشاكل الهجرة، والمشاكل الاجتماعية وتحقيق التعاون والتكامل. وختمت كلمتها بدعوة الجميع إلى حضور مؤتمر تأسيس رابطة كاتبات المغرب يومي 9 و 10 مارس 2023 بالرباط.
مداخلة السيدة خطيبة منديب رئيسة المجلس الإداري لرابطة كاتبات المغرب، كانت باللغة الفرنسية، شكرت بدوها سعادة السفير وسعادة القنصل على حضورهما ودعمهما للعمل الثقافي الذي تقوم به الرابطة، وعبرت عن امتنانها لوزارة الثقافة ووزارة الخارجية وكل الهيئات التي تدعم الرابطة. ثم أضافت أننا – نحن المغاربة – نتميز بخاصية، كوننا نستطيع الكتابة بلغة الشعوب الأخرى، وبذلك نتمكن من إيصال رسائلنا الثقافية للعالم الخارجي حتى يتحقق التواصل والتعارف.
من مصر شرفتنا الإعلامية السيدة هند الصنعاني ممثلة رابطة كاتبات المغرب في مصر بمحاضرتها القيمة بخصوص العلاقلات بين المغرب وجمهورية مصر العربية، سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو سياسية. وأشارت إلى أن الشارع المصري متأثر بالشارع المغربي والعكس صحيح، فالجذور والامتدادات ومظاهر التأثير المغربي حاضرة في أسماء الشوارع والمساجد والأضرحة الصوفية في الإسكندرية والقاهرة.
ومن روما أتحفتنا الروائية والشاعرة والكاتبة المسرحية، دليلة حياوي صاحبة الصالون الأدبي متعدد اللغات “جنان أركانة” بمحاضرتها باللغة الإنجليزية عن تعدد الثقافات وعن أهمية التعرف على ثقافة البلدان المختلفة واحترام اختلاف العادات والتقاليد خصوصا وأن التسامح لايعيش أيامه المثلى في هذه الآونة. وتاريخ المغرب عريق وغني بالثقافات. وأشارت أنها كتبت مسرحية غنائية مع الشاعر والفنان والمخرج المسرحي سالفاتوري نابا بعنوان “بحرنا الغول” والمقصود به البحر الأبيض المتوسط. هذا العمل المسرحي ناطق بأربع لغات: العربية والإيطالية والإسبانية والفرنسية الذي سيقام يوم 19 فبراير2023، وهو يعالج مشكل الهجرة السرية ويدعو إلى السلام.
من إيطاليا انتقلنا إلى السنغال، حيث قدمت لنا السيدة فاتحة أصطاح انجاي، المكلفة بالعلاقات مع إفريقيا والعضوة في اللجنة التحضيرية لمؤتمر رابطة كاتبات إفريقيا، كلمتها القيمة بخصوص التحضيرات للمؤتمر. وأشادت بالمجهود الجبارة التي تقوم بها الرابطة لإنجاح هذا المشروع التنموي الذي يعزز جنوب جنوب. وهو كذلك مبادرة ستساهم في صناعة الديبلوماسية المغربية والإفريقية القادرة على تصحيح التصورات الخاطئة عن بعض الدول في هذه المنطقة. هذا المؤتمر هو مشروع ثقافي وعمل جماعي مثمر سيُعرف بالثقافة المغربية المتنوعة إلى جانب الثقافة الإفريقية المحضة. النساء الإفريقيات المشاركات في هذا المؤتمر هن أميرات ووزيرات وبرلمانيات وسيدات نشيطات. هذا المشروع الثقافي المغربي الإفريقي هو إرادة بصيغة المؤنث، حيث ستكتب المرأة الإفريقة عن نفسها. فهدف رابطة كاتبات إفريقيا هو مد جسور التواصل بين الكاتبات في جميع أنحاء الدول الإفريقي.
ومن إفريقيا سافر الحضور عبر الأثير إلى إسبانيا، حيث كانت مداخلة السيدة دليلة الطيب، ممثلة رابطة كاتبات المغرب في أوروبا، باللغتين العربية والإسبانية. تحدثت في مداخلتها عن العلاقات المغربية الإفريقية منذ عهد الدولة الإدريسة إلى يومنا هذا. كما أشارت إلى أن علماء أفارقة سكنوا المغرب، واعتمد هذا البلد على كتب سودانية في التدريس. ولتحقيق التواصل الثقافي بالمغرب أنشأ معهد الدراسات الإفريقية الذي يحتوي على دراسات عديدة عن إفريقيا. والمغرب بلد يستقبل الأفارقة ويعمل على تحسين وضعيتهم.
وقبل مداخلات الحضور، استمع الجميع إلى قراءة شعرية للشاعرة لطيفة تقني التي شنفت أسماعهم بقصيدة “بمثلك يفخر النجباء”. وهذه القصيدة نظمت خصيصا لكاتبات المغرب في بلاد المهجر ولكل امرأة مجاهدة ومناضلة، وكل مثقفة مبدعة تعمل على نشر العلم والقيم من أجل التعايش والسلام، وهي مهداة من الشاعرة المغربية لطيفة تقني إلى رابطة كاتبات المغرب. كما أن الفنان محمد أعراب أهدى أغنية “بمثلك يفخر النجباء” للحاضرين، وقد قدمت هذه الأغنية في بداية الندوة مرافقة لبرومو الرابطة الذي صنعته الروائية نجاة تقني التي قدمت هي الأخرى كلمتها عن الهدف من هذه الندوة وأهمية التواصل بين الثقافة المغربية والثقافات الأخرى، كما أشارت إلى الحضارات المتعددة التي عرفها المغرب عبر التاريخ والتي كان لها أثر على ثقافته. وذكرت المكانة العظيمة التي كانت تحتلها المرحومة عزيزة يحضيه في هذا المجال. ونوهت بالمجهودات التي تقوم بها السفارة والقنصليات المغربية في هولندا لدعم الأنشطة الثقافية.
بعد المداخلات القيمة للحضور الكريم، استمتعوا بسماع الطرب الأندلسي الأصيل