كتبت : هبة عبدالفتاح
سارة هاشم ملكة المسئولية الاجتماعية التى أخذت على عاتقها الاهتمام بالأطفال وتقديم الدعم النفسى والاجتماعى وتصحيح المفاهيم المغلوطة لهم وذويهم والتي زارت أماكن تجمع الأطفال بالمناطق النائية، وفى كل مرة كانت تقدم لهم المزيد من الدعم والتشجيع ، ثم أعلنت بعد ذلك عن مبادرة صحيح الرسالة التربوية والتعليمية والتى مثلت بها مصر فى نهائى مسابقة برنامج ملكة المسؤولية الاجتماعية ، وذلك لتفعيل دور المرأة والتى تنظمه حملة المرأة العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية.
سارة محمد غريب هاشم ، فتاه مصريه من الإسكندرية حاصلة على ليسانس حقوق، ودرست تعليم أصول اللغة العربية، ودراسات نفسية وتربوية عن معاملات الطفل، وتوجهت لتعليم الأطفال، وتدريب أولياء الأمور والمعلمين على كيفية المعاملة الصحيحة مع الطفل وتقديم الدعم النفسى للأطفال والأميين والأجانب تطوعا ، حتى لا يقعوا ضحية للاستقطاب الدينى المتطرف، و دشنت مبادرة صحيح الرسالة عام 2012 لحماية الطفل العربى من العنف الأسرى والعنصرية والتطرف الفكرى والتعصب وآثار الحروب والإرهاب والتهميش الثقافى وانعدام الهوية ، وقامت بتسجيل المبادرة في وزارة الثقافة المصرية، وحصدت العديد من التكريمات ، وتم إختيارها كنموذج نسائى عربى تخطى الحواجز فى خدمة المجتمع لعام 2017، ليبقى هدفها الأساسي إنشاء أول أكاديمية عربية افريقية لتأهيل الطفل تربويا وثقافيا ونفسيا وحمايته من الفكر المتطرف وأثار الحروب والإرهاب.
واهداف المبادرة تقوم على التوعية فى مؤسسات رعاية الأطفال مثل الحضانات ودور الأيتام، حيث تقدم لهم دورات تدريبية ومسرح عرائس تربوى وورش عمل لتنمية المهارات ومحاضرات فنية ونفسية ورياضية وتعليمية، للتأهيل العلمى والنفسى للأطفال وذوى القدرات الخاصة، والأطفال نتاج الأسر المنفصلة أو التى كانت نشأتهم فى بيئة غير سوية ، حيث انه وفق منظمة اليونيسيف هناك اتجاه معلن من متبنى الفكر المتطرف والإرهابيين بتجنيد وتطويع الأطفال وتقديم مناهج تعليمية منزوعة الانتماء للوطن ، وترسخ مفاهيم الفكر المتطرف والإرهابى لدى الأطفال والمراهقين ، لأن الخطأ فى العملية التعليمية فى سن ما قبل المدرسة يعرض الأطفال لترسيخ أفكار عنصرية ومتطرفة ومفاهيم خاطئة عن الدين ، وهذا ما عاصرته ساره شخصيا فى فترات تطوعها لتعليم الأطفال حيث صدمها منع الأطفال فى الحضانات التى يديرها متطرفين من رسم العلم الوطنى وترديد النشيد أو مشاهدة الآثار المصرية القديمة، بل ويصل الامر إلي توبيخهم عند تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، و تحريم أموال أسرهم أن كان مصدر دخل الأب من مؤسسة لا يملكها مسلمين، وكذلك تحريم الدعاء بالرحمة للمتوفين غير المسلمين وغيرها من المبادئ التى تحض على الكراهية والعدوانية وتهيئ العقول للإعداد لترسيخ مفاهيم الجهاد ، واستباحة القتل والإقناع أن ذلك طريقا للجنة .
هذا وقد نظمت المبادرة عدة حملات توعية مجانية منها سلسلة حملة طاقة نور على مدار 4 مواسم فى خلال 3 سنوات لتقديم محاضرات نفسية وإرشاد أسرى وتربوى مجانا عبر وسائل التواصل الاجتماعى والتى حصدت آلاف المشاهدات والمتابعين ، وناقشت أهم ما يمس كيان الأسرة ، بالإضافة لندوات وورش عمل فنية لتأهيل الطفل والأسرة والمعلم ما بين المصانع ومراكز التدريب المهنى والنوادى الاجتماعية والرياضية والحضانات ودور الأيتام ، كما عملت ساره على تنظيم حملة ثورة وعي الموجهة ببرنامج متكامل لتحقيق أهداف المبادرة من محاضرات وورش عمل لنشر الوعى ، والتى تقدمت بها بطلب رسمى لوزارة التربية والتعليم للنزول إلى المدارس الحكومية ، وكذلك تعاونت فعليا مع وزارة الشباب والرياضة ،بالإضافة إلي قيامها بتجهيز خطة عمل للتنفيذ بمراكز الشباب والرياضة ، وكذلك قدمت تلك الفكرة رسميا للكنائس وللجنة التربية والتعليم بمحافظة الإسكندرية ، حيث أكدت سارة إن مواجهة الإرهاب واجب وطنى يجب أن يتكاتف له كل المصريين، وأن المرأة المصرية تستطيع أن تضع بصمتها فى عملها الوطنى وتؤثر فى قضايا تمس المجتمع بل والعالم بشكل إيجابي مميز.
وفي خضم النجاحات المتتاليه واصلت ساره هاشم نجاحها في ملتقي هن الحكاية، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته في النسخه الأولى والثانية، لتواصل مسيرة النجاح في النسخة الثالثة من ملتقى هن الحكاية الذي تنظمه مبادرة صحيح الرسالة لتأهيل الأسرة و الطفل ودعم النماذج المميزة، حيث حصلت ساره على لقب ملكة المسؤولية الإجتماعية عن جمهورية مصر العربية من مسابقة المبادرات الاجتماعية التطوعية التي أقيمت بمدينة دبي بدولة الإمارات العربية على مستوى العالم العربي، تحت رعاية معالي السفير المهندس فتحي جبر عفانة.
و جاءت فاعليات ملتقى هن الحكاية في نسخته الثالثة ، إيماناً بدور المرأة العربية في العصر الحديث ، حيث أقيمت الإحتفالية في قاعة التعليم المدني بالجزيرة ، وضمت كوكبة من أشهر رائدات العمل المدني والخيري والتطوعي من جمهورية مصر العربية وجميع دول الوطن العربي .
وقدم الملتقى قصص النجاح الملهمة للنساء اللاتي تحدين الصعاب وعشقن التحدي و تجاوزن حدود القدرات و المعتاد من كل الدول العربية، يتفقن على أن الحياة لا تطعمنا النجاح بلا شغف و اجتهاد ، و صنعن أساطير العصر بلمسات الواقع هنا على أرض مصر تخطو أقدامهن على أثر خطى حتشبسوت رمز القيادة و القوة.