أخبار عاجلة

رمضان بين النفس والقلوب

بقلم – فتحي عفانة

يعتبر الصيام خلال شهر رمضان المبارك مِن أركان الإسلام التي بُني عليها، قد فرَضه الله على المكلَّفين الحاضرين القادِرين على صومه بدون مشقَّة؛ تهذيبًا للنفوس، وتطهيرًا للأرواح؛ وتخليصًا للقلوب من الأدران والأمراض التي تُصيبها، وهو مع ذلك يُربِّي في الإنسان الصائم روح الفضائل من الأمانة والصبر والإخلاص في العمل، ومُراقبة الله في السرِّ والعلن، وهو أيضًا رياضة بدنية تُعطي الجسم صحة وقوة .

صوم رمضان محكٌّ للإرادات، وقمع للشهوات الجسمية، ورمز للتعبُّد في صورته العليا، ورياضة شاقة على هجر اللذائذ والطيِّبات، وتدريب منظم على حمل المكروه من جوع وعطش وسكوت، ودرس مفيد في سياسة المرء لنفسه، وتحكُّمه في أهوائها، وضبطه بالجدِّ لنوازع الهزل واللغو والعبث فيها، وتربية عملية لخلق الرحمة بالعاجز المعدم، فلولا الصوم لما ذاق الأغنياء الواجدون ألم الجوع ولما تصوروا ما يفعله الجوع بالجائعين وفي الإدراكات النفسية جوانب لا يغني فيها السماع عن الوجدان، ومنها هذا؛ فلو أنَّ جائعًا ظلَّ وبات على الطوى خمسًا، ووقف خمسًا أخرى يصوِّر للأغنياء البِطان ما فعل الجوع بأمعائه وأعصابه، وكان حاله أبلغ في التعبير من مقاله، لما بلغ في التأثير فيهم ما تبلغه جوعةٌ واحدةٌ في نفس غنيٍّ مترفٍ.

والصيام يَقضي على كثير من الأمراض التي تنشأ عن الإفراط في الطعام والشَّراب والإسلام، كما يَهتمُّ بتطهير النفوس يهتمُّ أيضًا بتربية الجِسم والمُحافظة على صحَّة الأبدان، فالعقل السليم في الجسم السليم، والمؤمن القويُّ الذي يُمكنه أن يُناضل عن دينه ووطنِه خير من المؤمن الضعيف، والصوم أيضًا يَبعث في نفس الصائم روحَ العطف على البائسين المُحتاجين والشفقة على اليتامى والمساكين، وفي الصوم تحقيق لكل هذه المعاني السامية .

ومن اروع ما كتب الدكتور مصطفى محمود : ‏( لا تتوهم أن الدين هو أن تصلي ، وتصوم ، وتقرأ القرآن ، وتزكي ، وتحج ، وتنطق الشهادة ، وانتهى الأمر ..!؟ لا ..!!

‏هذه العبادات ( عبادات شعائرية ) وهي فرائض ستحاسب عليها ، لكنك لن تقطف ثمارها ولن تحقق أهدافها إلا إذا صحَّت (عبادتك التعاملية ) لن تصح اذا ظلمت ، وقصرت ، وآذيت ، وكذبت ، وشتمت ، وأكلت مال الناس ..الخ

‏انتماؤك الشكلي إلى الدين هو بينك وبين الله ‏تضع صورة للكعبة بصدر بيتك لا يكفي ..!! ‏مصحف في سيارتك لا يكفي ..! ‏تذهب للعمرة ثلاثين مرة لا يكفي ..! ‏تقف على سجادة الصلاة ٧٠ ألف مرة لا يكفي .!!

‏الدين هو : إستقامتك

‏الدين هو : معاملتك

‏الدين هو : رحمتك

‏الدين هو : صدقك

‏الدين هو : إلتزامك

‏الدين هو : عدلك

‏الدين هو : تربيتك لأولادك

‏الدين هو : برك لوالديك

‏الدين هو : إحسانك لزوجتك

الدين هو : إحسانك لجيرانك

الدين هو : حفظك للسانك

‏الدين هو : غض بصرك

‏الدين هو : عملك

‏الدين هو : سعيك

‏الدين هو : نظافتك

‏الدين هو : مافي جوفك

‏الدين هو : حسن تعاملك مع الآخرين

‏الدين هو : لسانك

‏الدين خُلُق

‏قال صلى الله عليه وسلم : { إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا } ‏وصل اللهم وسلم وزد وبارك وأنعم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

حياتي كشريط فيلم

بقلم: آية شريف تم النشر بواسطة:عمرو مصباح يتضمن مشاهد متنوعة، من فصول الطفولة البريئة إلى …