كتبت / هاجر سمير
صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، كتاب “خصائص النص المعد للأوبريت في عصر سيد درويش” للكاتب الراحل الدكتور مصطفى سليم، الرئيس الأسبق للمركز القومي للمسرح، وأستاذ المسرح بأكاديمية الفنون، ضمن إصدارات سلسلة عالم الموسيقى.
يضم الكتاب مقدمة وخمسة فصول وخاتمة يعرض خلالها لنشأة فن الأوبريت وتطوره في مصر، ثم دراسة حول مفهوم النص المعد للأوبريت، يتبعه بالخصائص الفنية والفكرية للصيغ الشعرية في الأوبريت، والخصائص الدرامية للصيغ النثرية لفن الأوبريت، وعلامات الزمان والمكان والأداء في النص الفرعي.
عن الكتاب يقول الدكتور مصطفى سليم: “منذ وفاة سيد درويش 1923 وحتى الآن لم تظهر واقعة فنية تستطيع أن تجمع على ريادتها، ووقوفها بجوار تجربة ذلك الموسيقي الكبير في تاريخ المسرح الغنائي العربي، اللهم إلا تجربة الرحبانية التي تظل أقل شيوعًا وتأثيرًا في وجدان الشعب العربي. ولقد انتشر فن الأوبريت بمفهومه الغربي في مصر إبان ثورة 1919 كامتداد لغلبة الطابع الغنائي على المسرح المصري منذ النشأة، فلقد ظهر الغناء كعنصر أساسي في عروض (النقاش، والقباني) ثم قام (سلامة حجازي) بدور كبير في تطوير المسرح الغنائي، وخاصة تقنيات عروضه حتى جاءت فرقة (أولاد عكاشة)، واستقطبت ألمع مطربي وملحني وشعراء العصر، وعلى الرغم من كل تلك الخطوات نحو الدراما الموسيقية، وبالتحديد فن الأوبريت، إلا أن الغناء في المسرح ظل يخضع لمفهوم التطريب وزخارفه وزوائده، وظل الاهتمام بالقيم الدرامية في المرتبة التالية حتى جاءت المرحلة الثانية في تاريخ المسرح الغنائي بعد ثورة 1919م الشعبية حين تعاون جيل كبير من الشعراء والزجالين والكتاب فشكلوا وعيًا جديدًا بالمسرح الموسيقي بوجه عام وفن الأوبريت بوجه خاص، ساعدهم على ذلك ظهور عدد كبير من الفرق المسرحية صاحبة الريادة في تاريخ المسرح المصري.
في تقديمه للكتاب يقول الشاعر جرجس شكري: “خصائص النص المعد للأوبريت في عصر سيد درويش عنوان الأطروحة التي تقدم بها الراحل مصطفى سليم للحصول على درجة الدكتوراه من المعهد العالي للفنون المسرحي، وفي هذه الأطروحة ناقش كيفية تطور عنصر الشعر كأحد عناصر البنية الدرامية للأوبريت ليتخلص من التطريبية نحو مرحلة التعبير التمثيلي، وكيف كانت حدود عمل كل من المقتبس أو المؤلف والشاعر في إبراز القيم الدرامية، وظني أن ما ذهب بمصطفى سليم إلى هذه الفكرة ليس فقط تحديد خصائص فن الأوبريت وقيمة هذا النوع وانتشاره ولكن دور الغناء في المسرح العربي منذ النشأة علي أيدى الرواد الثلاثة مارون نقاش وأبو خليل القباني ويعقوب صنوع حتى وقتنا هذا مرورا بحقب ازدهار المسرح الغنائي، بالإضافة إلى انحيازه كمبدع للمسرح الغنائي من خلال تمسكه بالشعر وخاصة الشعر الغنائي الذي كتبه للمسرحيات العديدة التي شارك فيها”.