بقلم – فتحي عفانة
يعتبر ” العتق ” من أعلى درجات التحريم من النار ومعنى العتق من النار : أي أن الله يقضي أن لا يدخل العبد النار أبداً، كما انه يأمّنه من الفزع الأكبر ومن عذاب القبر. والعتق أرقى من المغفرة. المغفرة تعني أن الذنوب تُمحى، لكن الإنسان بعد المغفرة قد يأتي بذنوب أخرى ثم يدخل النار. أما العتق فإنه لا يدخل النار أبداً، مهما ارتكب من الذنوب والخطايا بعدها فإنها تُغفر له، وذلك لان الله يعلم ما كان من العبد وما يكون وما هو كائن.
فالمغفرة تُأمن الماضي والعتق يُأمن الماضي والمستقبل. وأول من أُعتقوا من النار هم أهل بدر(رضوان الله عليهم) فقد قال النبي ﷺ في الحديث القدسي (لَعَلَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ) ومن علامات العبد المعتوق انه يُوفق للتوبة، وتراه يسارع بالتوبة والندم والاستغفار بعد كل ذنب يرتكبه حتى يلقى الله وهو على هذا الحال.
وهذا الشهر هو اكبر فرصة للعتق من النار كما قال ﷺ: ((للهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عُتقاءُ منَ النارِ )) وفي رواية ((إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ)) لذا ألحّو بالدعاء ان يعتق رقابكم من النار وان تكونوا من عتقاء هذا الشهر الفضيل الذي قال عن فضائله النبي ﷺ ((وَإنَّ لِكُلِّ مُسْلِم فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ)) اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وذرياتنا وأهلينا وأحبائنا وعلمائنا وجميع المسلمين من النار .