أخبار عاجلة

عمرو مصباح يكتب(We love Christians) (نحن نحب المسيحيين)

كتب :عمرو مصباح

نعم نحن نحب المسيحيين و نحترمهم كثيرا بأبائهم و قساوسهم و أساقفهم و كرادلتهم حيث أنهم أهل كرم و محبة و اخلاص و وفاء و لا يوجد وصف أفضل مما وصفهم به الدين الاسلامى و هو أهل الذمة حيث أنهم أصحاب ضمائر حية و دائما يحافظون على العهود كما أننا لا ننسى ابدا دورهم الكبير فيما تم التوصل اليه من العلم حتى الان حيث أنهم يمتلكوا علماء و مثقفين في جميع أنحاء العالم يزودونا بالعلم و المعرفة بالاضافة الى الاختراعات و الالات العلمية الحديثة التى كل يوم يتم أكتشافها و اختراعها فلا ننسى ابدا عصر الأباء الذى كان منذ عام 100م و حتى عام 1054م و الذى بدأ مع الدراسات اللاهوتية الأولى حول عقيدة المسيح و انتهى مع حدوث الانشقاق الذى فصل الكنيسة الشرقية (الأرثوذكسية) عن الكنيسة الغربية (الكاثوليكية) حيث أن في ذلك العصر تم سجن العلم خلف أسوار الدين و أصبح رجال الكنيسة و أبائها متحكمين في كل شئ فهم كانوا أشداء الكراهية للعلم لأنهم رجال دين لديهم اعتقاد و تصور خاطئ بأن العلم يتعارض مع الدين في حين أن العلم و الدين مختلفان عن بعضهم البعض و لكن كلا منهما يكمل الاخر و كلا منهما شديد الأهمية للأخر مما جعل رجال الدين يقوموا بتكفير كل من ينصرف للعلم و شئونه بل و الانتقام منهم و اخذوا ينشروا أن العلماء و المثقفين ملاحدة أعداء للاله و الدين و أنه يجب على الجميع أن ينصرف الى الدين و الدين فقط دون غيره من كافة الأمور الحياتية الاخرى و بقي الوضع كما هو عليه حتى انتهى عصر الأباء تماما و تمت محاولة التوفيق بين الفلسفة و الدين عن طريق بعض فلاسفة العصور الوسطى من أمثال القديس أوغسطين و أنسلم و بونافنتورا بالاضافة الى توما الاكوينى حيث أن هؤلاء حاولوا توضيح أن الدين و العلم ليسو أعداء و لكن كلا منهما يكمل الاخر و من هنا انتهت النظرة القديمة التى اتى بها أباء الكنيسة و ارتفع شأن العلم و المعرفة و أصبح يعمل بهم الكثيرين دون خوف او تلقى تهديدات و اخيرا تم الافراج عن الفلسفة والعلم و تم تحريرهم تماما من سلطة الدين و رجاله بل انه بعد التوفيق بين الفلسفة و الدين أصبح من شأن رجال الدين دعوة الناس للعلم و المعرفة و أن يبينوا أهمية كلا من العلم و الدين للاخر بل و يدعوا الناس للاهتمام بالعلم كالاهتمام بالدين و من هنا جاءت بداية العصر الحديث حيث الاهتمام بالعلم و المعرفة و تلاه العصر الحالى حيث لم يقتصر الأمر على الاهتمام بالعلم و المعرفة فقط بل أصبح العلم هو من يمتلك السيادة و تم اكتشاف الالات و المعدات و الاجهزة العلمية و التكنولوجيا الحديثة ولكن نحن نكره دائما محاولات الايقاع بين المسلمين و المسيحيين عن طريق نشر الفتن و المؤامرات الدنيئة فنحن اخوة و متحابين و لن تفلح ابدا تلك المحاولات ما دام أن (الرب محبة) كما يقول احبابنا و لكن هناك اية في القرأن الكريم و هى (ان الدين عند الله هو الاسلام) فالكثير من أصحاب الفتن يحاول دائما تأويل و تفسير تلك الاية على اننا و المسيحيين أعداء و أنهم زنادقة و كفار ما دام أنه لا يوجد دين سوى الاسلام يعترف به الله و من هنا فان تفسير الاية بهذه الطريقة خطأ تماما من وجهة نظرى الشخصية حيث أن القرأن الكريم منزل من عند الله و الله له دائما النظرة الكلية العامة للأشياء و التى لا تخطأ ابدا و لا تشوبها أى شائبة اما البشر يخطأوا كثير و لا يمتلكوا تلك النظرة العامة الشاملة للأشياء و الأمور فيقوموا بتفسير تلك الاية على انه لا يوجد دين سوى الاسلام و لكن في حقيقة الامر فان الله أنزل ثلاث ديانات سماوية هى الاسلام و المسيحية و اليهودية و من هنا لا يكون تفسير تلك الاية بأنه لا يوجد دين سوى الاسلام و لكن تفسير تلك الاية نابع من معنى و مفهوم الاسلام نفسه فالاسلام فى تلك الاية الكريمة ليس مجرد دين أو فرض و لكنه تعامل بين الناس اولا.

فالاسلام معاملة قبل أن يكون دين و كلمة اسلام أتية من السلم و المسالمة حيث أنه في بعض الأمور يكون المسيحي اكثر اسلاما من المسلم نفسه فيحدث ذلك حينما يكون شخص مسيحي في البطاقة و لكنه يعيش في سلام و السلام نوعان سلام داخلي يكون بين الانسان و نفسه و سلام خارجى يكون بين الانسان و بين باقى الناس فلا يؤذى و لا يضر أحد و لكن عندما يظهر شخص مسلم بالبطاقة فقط و لكن يقتل الناس و يؤذيهم و يضرهم بحجة نشر الدين و الاعزاز بالاسلام و المسلمين فهو في هذه الحالة ليس بمسلم ابدا بل أن ذلك النصرانى هو أكثر اسلاما منه لأنه عاش في سلم على الرغم من أنه لم يعتنق الدين الاسلامى يوما فالدين معاملة قبل أن يكون فرض و شعائر و تعامل و محبة قبل أن يكون صلاة وصيام و زكاة و الله ما انزل الأديان الا من اجل أن يحيا البشر معا في حب و تراحم و وئام و ود بينهم و لكن أصحاب الفتن يريدوا دائما أن يكفروا غيرهم فتكفير المسيحيين يسيئ للدين الاسلامى نفسه فالدين الاسلامى لم يقل عنهم كفرة و ملاحدة بل قال أهل الذمة و رسولنا الكريم (ص)وصانا بهم خيرا فضلا عن زواجه من السيدة ماريا القبطية فكيف نقل عنهم كفرة هى ديانة سماوية من عند الله بها معاملة حسنة و بها شعائر و صلاة و صيام فى الحقيقة طريقة عباداتهم و علومهم عن الدين تختلف عن المسملين و لكنهم في النهاية يؤمنوا بالله سبحانه و تعالى فكيف يكونوا كفار كما أنه لا يحق لأى فرد تكفير أى أحد مهما كان فهذا يعتبر تعدى على سلطان الله في الأرض فنحن لنا الحق الكامل في قول ارائنا في بعضنا البعض بل قول ارائنا في كل أمر حولنا و لكن الحكم مستحيل فالحكم متروك لله فقط و هنا يجب توضيح الاختلاف بين الرأى و الحكم فالرأى يكون من اختصاص الانسان لأنه مجرد كلمة قد تكون صحيحة أو خاطئة كما أنه ليست ثابتا بل متغير باختلاف الظروف و الأهواء التى ترتبط بالانسان أما الحكم ثابت و لا يتغير لأنه مرتبط بالاله الذى لا يتأثر بالظروف و الأهواء كما انه دوما صواب لا يميل ابدا للخطأ فهو ناتج عن رؤية كلية و نظرة شاملة و لأن البشر خطائين و نظرتهم دائما تبدوا ضيقة و صغيرة فلا يحق لهم سوى الرأى فقط اما الحكم يترك لله فلا ينبغى أن نقول على أحد أنه ملحد أو كافر مهما كانت درجة تأكدنا من ذلك فنحن مجرد اشخاص ناقصين نقول ارائنا في بعضنا البعض فقط اما الحكم فهو متروك للاله صاحب النظرة الشاملة الذى لا يخطأ ابدا فلابد من الابتعاد عن تكفير أى حد سواء كان مسيحي أم لا و في النهاية نهنئ اخواننا المسيحيين الذين تربطنا بهم كل المحبة و الود و السلام و الإخاء و جميع المعانى الجميلة بعيد القيامة المجيد كل المحبة لأهل الذمة و الحكمة و العقل و الفصاحة كل عام ونحن جميعا طيبين و بخير دائما.

-للتواصل مع الكاتب على فيس بوك:

https://www.facebook.com/amr.misbah?mibextid=ZbWKwL

-الصفحة الرئيسية للصحفي عمرو مصباح على فيس بوك:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100083015460457&mibextid=ZbWKwL

-اقرأ أيضا:

<strong>طقوس رمضانية  “زينة رمضان”  .. بقلم هبة عبد الفتاح </strong>

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

مبادرة أنفعهم للناس تدعو العالم للسلام

كتب: عبد الحميد صالح تم النشر بواسطة :عمرو مصباح لم يدع دين إلى السلام والتعايش …