علاء حمدي
تعددت محاولات المصالحة في الأشهر الأخيرة بين حركة حماس وحركة فتح، إلا أن حماس تستمر في تأجيج الصدع الفلسطيني، ففي حركة فتح ، يتم انتقاد حركة حماس لعدم رؤيتها لمصلحة الشعب الفلسطيني والعمل من أجله، وبدلًا من ذلك فهي في حالة استمرار دائم للتحرك لتقويض السلطة الفلسطينية ورجالها ، من أجل تقوية نفوذها على حساب مصلحة المواطن الفلسطيني.
في المقابل ، فالقيادات في حماس غاضبة جدًا، خاصة بعد مقابلة أجراها توفيق الطيراوي مع العربي الجديد، حيث ندد مسؤولون كبار في حماس بتصريح الطيراوي ، والذي انتقد فيه بشدة حركة حماس لتفضيلها إثارة الأجواء من خلف الستار، و “التحدث بشكل تنظيري دون أن تفعل شيئًا على أرض الواقع”.
وكذلك فالقيادات في الحركة ضد تصريحه بأن حماس قاتلت في الماضي من أجل الشعب المنكوب، أما اليوم وبعد سيطرة الإخوان المسلمين على الحركة ، أصبحت حماس حركة للسياسيين فقط ، وليست وطنية ، وغير مستعدة للعمل لصالح الشعب الفلسطيني.
كما كان قد هاجم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي، تصاعد المقاومة في الضفة الغربية، مُحمّلًا الأجهزة الأمنية مسؤولية إدخال السلاح للمخيمات الفلسطينية.
وقال الطيراوي خلال حديث صحفي مع موقع ” العربي الجديد”: “إن سلاح المقـــــاومة في المخيمات الفلسطينية مخالف للقانون وأنا لا أفهم لماذا الأجهزة الأمنية لم تمنع إدخاله منذ البداية”، مردفًا “إذا لم يعلموا بتهريبها للمخيمات فتلك مصيبة، وإذا كانوا يعلمون فالمصيبة أكبر”.
وأضاف: “مشروعنا الوطني في الوقت الراهن قائم على نضالنا في المحافل الدولية ونجحنا في ذلك، لكن تأثيره على إسرائيل صفر”.
وحول موظفي السلطة في غزة، قال الطيراوي: “ظلمنا الموظفين في غزة لأننا لم نعاملهم كالموظفين في الضفة، وتم فصل الكثير منهم بتقارير كيدية”.
وواصل حديثه: ” الربيع العربي مؤامرة لإنهاء القضية الفلسطينية، وأشار إلى أن الخلافات داخل حركة فتح وبين المسؤولين في غزة هي التي جعلت حماس تنتصر علينا، على حد وصفه.
وقال “إحنا في غزة ما قاتلنا، إحنا مش متعودين نطخ على الفلسطينية والتنظيمات، متعودين نطخ على الجواسيس وبياعين الأراضي.. مكانتش فتح كتلة واحدة مسؤولة في غزة حتى تتصدى لحماس”.
ورغم دعوة الرئيس أبو مازن المتكررة لكل الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف، والعودة الى طاولة الحوار لإنهاء الانقسام الذي يطغى على المشهد السياسي الفلسطيني، الا أن كل محاولات المصالحة لم تحرز أي تقدم حتى صار الداخل الفلسطيني شديد التأزم، فما بالكم بشكل المشهد الفلسطيني في حالة العودة للحرب الباردة بين حماس وفتح .