متابعة – علاء حمدي
كتبت الدكتورة ليلى الهمامي – الخبيرة السياسية التونسية رسالة لابن خلدون ، ثم نشرت الرد على رسالتها من العلامة وواضع علم الاجتماع. ابن خلدون في رسالته لي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايتها الاخت القاطنة فوق الارض… كم تأثرتُ بخطابكم المعنون رسالة إلى ” ابن خلدون” والمؤرخ في 18 – 12 – 2020 .. سررت جداً قبل أن أفك الخطاب لأنه لم يمرْ على عسكرِ وعيون شاهد.. ولم أجدْ أثراً لأختام الدواوين و البلاط… لكن كم تأثرتُ أيتها الأخت الجليلة…القاطنة مع احياء بلاد المغرب… بينما أكتب رسالتي من تحت الثرى وحيث لا حاجة لنا بمعرفة الجهات الأربعة ولا أن نرى..
وقد أحزنني فوق حزني أن أعرف منكِ أن “مقدمة ابن خلدون” لم تعد تصلح لشعوبكم ..وكيف تصلح مقدمتي لشعوبٍ تقدِّس وتؤلِّه الحاكم مهما كان مأتاه !!..ولو تجرَّأ حارس فقير على كلب الأمير لقُتِل بسكتة دماغ في ملعب الولدان… باسمِ شرائع الماضي والرؤساء العائد تاريخهم لسلاطين بني عثمان وامراء الخليج الى ابعد منهم، ومنهم ذو النون وسليمان.
فكرت ماذا أكتب إليكِ وأنا حينما كتبت مقدّمتي.. وضعتُ فيها عصارة فكري.. وخِلتُ أنها ستصلح لكل العصور و لكن بإستثناء الرؤساء والوزراء وعائلاتهم والتابعين لهم وكذلك الذين ينظرون لأنفسهم أنهم زعماء صالحين لكل مكان وزمان.
وقبل أن أرد إليكِ جوابي فتّشت بين العديد من الأموات والمومياء..والذين رحلوا عنكم..منذ زمن ليس ببعيد ومازالوا ينتظرون معرفة تصنيفهم..أهم موتى أم سيحسبوا مع الشهداء؟؟.. وعلمت منهم أن العيب ما كان في مقدمتي ولا أفكاري..بل العيب كله فيكم وقد ضللتم طريق الانسان.
وفي غمرة الآلام..جاءني أموات ومومياء.. فأخبروني أنكم ورغم ما تدعون من آلاف السنين من الحضارة انكم لاتعرفون إلى الآن مبادئ الحساب..وتبيعون أوطانكم مقابل كرسي بالأموال..وتظنّون عن جهل أنكم تعرفون معنى “الوطنية” بكثرة الأقوال ..لا الأفعال أو حتى بتلميع حذاء أمراء الخليج إلى ما يسمى ب”أيران”..
واختلف أمامي “ميِّتانِ” وكلاهما حُمّل في نعشه قائمة الشعارات والأقوال ظناً منه أنه كان البطل المغوار..وتبيَّن لي وأنا أستمع للحوار بأنهما لا يفهمان معنى العيش خارج الأوطان..وما كان ليزعجهما العملَ كخدم في مطبخ حرم الامير الهائج على “النسوان”..وأيضاً عرفت منهما أن الكثير..الكثير من المومياء الأحياء يعيشون بينكم الآن .. ويتاجرون “بحب الاوطان” وهم عن فهم معناه عُميان ..ويا أختي بلّغي قولي من تحت الثرى بأن أوطاناً يعيش فيها الناس ؛ لا تعرف معاني ” الوطنية والحب”..سيُكتَب لها الإندثارُ و النسيانُ.
وأنا من تحت التراب أتحدّى معشرَكم فوق الأرض..أن تعرفوا.. وتدركوا .. وتفهموا كنه “الوطنية” التي تبني الأوطان .. ونسغ “الحب” الذي يبني الإنسان..وعندما تعقلوا ذلك عن صدق إيمانٍ .. سيكون لمقدمتي إعادة الاعتبار وعصر أنوار ولبلدانكم إعادة الإعمار، و البناء للحجر و الإنسان ..وأنا منكم بإنتظار الجواب. لكم طول البقاء فوق الأرض أيتها الأخت خلدونية البيان.