مركز إعلام حلوان يناقش قيمة العمل فى الإسلام

متابعة – علاء حمدي

فى إطار جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة فى ضوء رؤية مصر 2030 و دعم السلوكيات الإيجابية فى المجتمع، عقد مركز إعلام حلوان التابع للإدارة العامة لإعلام القاهرة – قطاع الإعلام الداخلى للهيئة العامة للإستعلامات ندوة بعنوان ( قيمة العمل فى الإسلام ) ، اليوم الثلاثاء الموافق 16/5/2023 وذلك بمقر جمعية معاكم للتنمية والمساعدات الإجتماعية بمنشية السلام – حلوان البلد.

حاضر اللقاء فضيلة الشيخ/محمد شهدى محمد الملاح؛ الإمام و الخطيب و المدرس بوزارة الأوقاف حيث بدأ سيادته اللقاء بقوله تعالى:”هو الذى جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا فى مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور”؛ فالله سبحانه وتعالى ذكر نعمته على خلقه فى تسخيره لهم الأرض، وتذليلها لهم، بأن جعلها قارة ساكنة لا تمتد ولا تضطرب وذلك لما جعل فيها من الجبال و أنبع فيها من العيون و سلك فيها من السبل و هيأها بما فيها من الدروع و الثمار و قال تعالى:”فامشوا فى مناكبها”؛ أى تسافروا فيها حيث شئتم و تدورون فى أرجائها لكى تحققوا المكاسب و التجارات و هذا ما يسمى بالسعى لكسب الرزق و العمل و التوكل على الله فهو الرزاق.

قسم فضيلة الشيخ العمل إلى نوعان: عمل دنيوى مثل: الوظائف و المهن، و عمل الآخرة مثل: العبادة و الصلاة و الإستغفار و الصدقة و سائر العبادات.

فقد خلق الله الإنسان للعبادة و العمل كما قال الله تعالى: “و ما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون” و قال الله تعالى أيضاً: “هو أنشأكم من الأرض وإستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربى قريب مجيب”؛ و معنى ذلك أن الله خلق الإنسان ليقوم ببناء الأرض و إعمار الكون و فى ذلك حث الإسلام على العمل فالغرض من خلق الإنسان هو العبادة والعمل.

نصح فضيلة الشيخ علي القيام بالعمل الذى يفيد المجتمع كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “لا يغرس المسلم غرسًا و لا يزرع زرعًا فيأكل منه إنسان و لا دابة و لا شئ إلا كانت له صدقة” و ذلك لما حث عليه الإسلام من عمل الخير حتى إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر المسلمين حتى لو قامت الساعة و فى أيديهم فسيلة أن يزرعوها؛ حتى و إن كانت آخر لحظة فى حياة المسلم يقوم بفعل الخيرات، و يعمل حتى آخر أجله لما يحويه العمل من قيمة

و قال الله تعالى: “أفرأيتم ما تحرثون ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون، لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون”؛ فالله تعالى تولى أمر كل هذه الأشياء و أمر الإنسان بالعمل و التوكل على الله؛ فالله قادراً على كل شئ.

ذكر فضيلة الشيخ فضل العمل حتى أن الأنبياء كلهم جميعًا كانوا يعملون؛ فسيدنا آدم كان مزارعًا و سيدنا نوح كان نجارًا و سيدنا إبراهيم كان جزارًا و سيدنا داوود كان صانعًا للدروع الحربية و سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم كان راعيًا للأغنام و عندما بلغ الثانية عشر من عمره عمل بالتجارة ثم عمل بالتجارة مع السيدة خديجة ثم بعد ذلك تفرغ للدعوة فكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “ما من نبى إلا و رعى الغنم”؛ و ذلك لإن رعى الأغنام كان من المهن التى تعلم الصبر.

فى نهاية اللقاء نصح فضيلة الشيخ/ محمد بحسن إختيار العمل و ذلك فى أن يكون عملًا حلالًا يرضى الله و يكون خالصًا لوجه الله الكريم، و حث على الإخلاص فى العمل و أيضًا على إتقان العمل كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه” و لأهمية العمل فى الإسلام و لقيمته وضع الله العمل بين عبادتين و هما الصلاة و الذكر كما جاء فى قوله تعالى فى سورة الجمعة: “فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض و ابتغوا من فضل الله و اذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون”.

أدارت اللقاء الإعلامية/ روداينا محمد طاهر؛ أخصائى العلاقات العامة و الإعلام بمركز إعلام حلوان و وجهت الشكر و التقدير إلى فضيلة الشيخ/ محمد شهدى محمد الملاح؛ الإمام و الخطيب و المدرس بوزارة الأوقاف و إلى الأستاذة/ رسمية عبد الله عطية؛ رئيس مجلس إدارة جمعية معاكم للتنمية و المساعدات الإجتماعية. لقاء اليوم تحت إشراف أستاذ/ محمد فتحى؛ مدير مركز إعلام حلوان.