بقلم – سحر الزارعي
اعترفت أغلب المجتمعات المتحضّرة على مرّ التاريخ البشري بدور الفنون الرئيسي في إيجاد الحلول للعديد من التحديات الاجتماعية والفكرية والارتقاء بسلوك الفرد والجماعة ورفع مستوى إيجابية العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد.
إن المتابع للقضايا المحورية التي تشغل الرأي العام وتقلق أولياء الأمور على أبنائهم، يجد التنمّر على رأس هذه القائمة! وبالرغم من عشرات الحملات والمقالات والأطروحات النظرية نجد أن هذه الظاهرة ماثلة بقوة على المستوى العربي ! وعندما نبحث في التشخيصات نجد أن مثيري هذه الظاهرة لديهم استعداد عدواني عام وعلاقة متوترة مع الغير، وفي غياب القدوة المؤثرة يسهل عليهم انتهاج هذا السلوك للتعبير عن أنفسهم.
في حال دقّقنا أكثر في التفاصيل نجد المتنمّرين ذوي علاقة سيئة مع المواد الدراسية، وليس لديهم الصبر الكافي للفهم والإدراك من الأساس. بينما تشير التجارب لأن نسبةً كبيرة منهم تحسّنَ سلوكهم الاجتماعي وهدأت فورة التوتر اليومي لديهم عندما مارسوا الرسم والعزف وبعض الألعاب التشكيلية التي غذّت لديهم مَلَكة الخيال والابتكار ! كما أنهم أصبحوا ودودين أكثر عندما حصلوا على دعمٍ نفسيّ من خلال الألفاظ الإيجابية التي عزّزت من ثقتهم بأنفسهم، بدلاً من التقريع والوعيد الذي تعوّدوا عليهم كنتيجةٍ لأفعالهم السابقة.
الكلمة كغيرها من الأدوات الفنية والممارسات الإبداعية قادرة على شفاء الفكر وتجميل السلوك. الفنون لها تاريخٌ عريق في تهذيب النفس والروح.