كتبت : هاجر سمير
أكد الفنان الكبير رشوان توفيق، أن تتويجه بجائزة الدولة التقديرية للفنون العام الماضى، ترك أثرا كبيرا في نفسه وينم عن اهتمام الدولة بتكريم المبدعين في حياتهم، كما انه يعبر عن الأثر الذى استطاع أن يتركه في وجدان الجماهير عبر مسيرته الفنية الطويلة.
وقال رشوان خلال الندوة التي نظمتها اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين لمناقشة رواية (بنت العزيز) للكاتبة الصحفية والروائية الدكتورة هبة عبد العزيز نائب رئيس تحرير الأهرام، أن الرواية التي يدور محورها حول فكرة “الأثر” الذي يتركه الأب في نفس ابنته تعكس علاقته بأبنائه موضحا أن ابنته الإعلامية هبة رشوان تغير عليه منذ طفولتها أكثر من والدتها، لدرجة أنها غضبت منه وعمرها أربعة أعوم عندما شاهدته يحتضن البطلة في أحد الأفلام.
وأشار رشوان توفيق إلى علاقة الحب الخالدة التي جمعته بزوجته حتى بعد رحيلها، وكيف يراها في كل تفاصيل محيطه الإجتماعي والحيوي، قائلا أنه تزوجها وهو طالب في الجامعة ومرت عليهما ظروف اقتصادية صعبة، دون أن تشكو أو تتذمر بل تعاونه في عبور الأزمة.
وأكد أنه ربى أولاده على عدم التمييز بين مسلم ومسيحى أو أهلى وزمالك وأن التعصب يكون لمصر فقط، وحكى أن نجله الراحل توفيق بكى مرة وهو شاب صغير عندما خسر الأهلى بطولة كأس مصر من الاتحاد السكندرى، فقلت له (بتبكى عشان الأهلى خسر .. طيب هتعمل إيه لما أبوك يموت)، ليتعلم ألا يتعصب لشيء.
وأكدت الإعلامية هبة رشوان توفيق إن معظم الرجال لا يعيرون اهتمامًا بالخلفية الأبوية أو بالاحتياجات الحقيقية للمرأة، لكن الأمر مختلف بالنسبة لوالدها الذى تأثرت به جدا وارتبطت به، وعندما كان يتقدم لها أي عريس تبحث فيه عن الرجل نتيجة تأثرها بأبيها، وكلما مررت بأزمة لجأت إليه وأجد الحل عنده دائما، وأنه بالنسبة لها هو الأب والصديق والزوج وكل شيء في الدنيا ولا تشعر بالغيرة على أي رجل إلا هو، ولذلك فإن الأثر الذى ورد في الرواية بين الأب وابنته يعبر عنها.
من جانبها قالت الكاتبة والروائية الدكتورة هبة عبد العزيز أن رواية (بنت العزيز) ركزت على الأثر الذى يتركه أي شخص فى نفس آخر، وهو ما يمنحه لقب (العزيز) .. عزيز على القلب والروح والأفكار، عزيز على الحياة والأيام، وعندما يترك الأب أثرًا كبيرًا فى قلب وعقل ابنته فإنه يترك بصمته عليها، وعندما يخطفه الموت تظل تبحث عنه فى كل الأشخاص الذين تلتقيهم فى رحلة الحياة.
وتدور أحداث رواية “بنت العزيز”حول ياسمين الفتاة الرقيقة التى ارتبطت بوالدها الذى منحها كل شئ وترك فى نفسها أثرًا كبيرًا، وعندما توفي بشكل مفاجئ، وهى فى السادسة عشرة من عمرها، بقيت طوال حياتها تبحث عن شخصية هذا الأب الحنون العطوف الذى كان يحتويها دائما، فى كل من التقتهم من زوجها الذى اقترنت به وهى صغيرة، وأقاربها وأصدقائها وكل رفاق رحلة الحياة، ولكنها لا تجد الاحتواء الذى تبحث عنه خلال مسيرة الحياة، بعد أحداث درامية كثيرة مرت بها، مما زاد من شعورها بالعزلة والوحدة وسط الزحام، وارتفع منسوب القلق من المجهول.. وتطور الأمر إلى أن أصيبت بـ “نوسوفوبيا” وهو خوف من المرض بشكل مرضي، ربما لأنها أصبحت في نفس المرحلة العمرية التي مرض فيها والدها “عزيز” بلا مقدمات ثم رحل فجأة.. ولكنها استكملت رحلتها في البحث عن الحب العزيز الذي امتلأت به ولم تجده في كل من حولها.
بينما رأى الفنان محمود عامر أن العديد من الأسر تفتقد فكرة “الطبطبة” أو “الاحتواء” بين كل الأطراف، مشيرا إلى أن الرواية مكتوبة بلغة رومانسية افتقدناها، وتمنى أن تتحول إلى مسلسل تليفزيونى، موضحا أن أدوار الأب في الأعمال الدرامية تثير تعاطفا كبيرا لدى الجمهور وهوما ظهر عندما قام بدور عم شاهين امام النجم خالد الصاوى في مسلسل (اعمل إيه).
وأثار هذا النقاش حفيظة الكاتب الصحفي والروائي أشرف عبدالشافي الذي رأي أن الزوج مظلوم دائمًا؛ لأنه مقيد بنموذج معين تركه الأب دون أن يعلم الزوج أية ملامح عنه، وهو غير مطالب أن يمضي قدمًا على نفس الخطى الأبوية، وقال أن الرواية دراما جميلة مكتوبة بلغة سهلة وهى ميزة في الكتابة، وبناء الرواية غير عادى وهى موهبة مهمة، لكنها تطرح أسئلة أكثر مما تطرح إجابات.