كتبت-هاجر سمير
تفقدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، أعمال المرحلة الأولى لمشروع تطوير ورفع كفاءة دار أوبرا الإسكندرية “مسرح سيد درويش”، وذلك لمتابعة الموقف التنفيذي الراهن، ومايتم من وضع اللمسات النهائية لأعمال التطوير، تمهيدًا لافتتاح المرحلة الأولى، والتي من المتوقع الانتهاء منها كليًا في غضون أسابيع
وقالت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة: “إن حرص وزارة الثقافة على تطوير ورفع كفاءة مثل هذه المنشآت الثقافية، يأتي انطلاقاً من أهميتها التاريخية العريقة، والتي تُمثل في جوهرها صوناً لهويتنا العريقة، فضلًا عن قيمة ما تقدمه من فنون وثقافة نحتاجها جميعاً للارتقاء بمجتمعنا “، مؤكدة على الأهمية الكبيرة على الصعيدين الوجداني والإبداعي، التي يحظى بها “مسرح سيد درويش” لدى أهالي الإسكندرية ومبدعيها، والتي جعلته واحدًا من أهم المراكز العريقة للإشعاع الثقافي والإبداعي التي يجب الحفاظ على قيمته ومكانته، كما ثمنت وزيرة الثقافة جهود القائمين على المشروع، وحرصهم على الحفاظ على الطابع الأثري للمبنى وعراقته، فضلًا عن الحرص أن تكون أعمال التطوير متزامنةً مع استمرار الأوبرا في تقديم خدماتها الثقافية والإبداعية بصورة طبيعية دون توقف.
كما أشاد الدكتور خالد داغر،رئيس دار الأوبرا بسير العمل وفقًاللجدول الزمني المحدد، مثمنًا جهود التعاون مع وزارة السياحة والآثار ودورها الجاد في صون هوية المبنى وأصالته، لافتاً أنه من المتوقع الانتهاء من أعمال تطوير هذه المرحلة الأولى بشكل كامل خلال أسابيع بالتعاون بين وزارة الثقافة، مُمثلة في دار الأوبرا المصرية، ووزارة السياحة والآثار، ممثلة في كل من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وبناءً على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، حيث إن المبنى مُسجل كأثر إسلامي بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 449 لسنة 1990.
شملت أعمال التطوير المرحلة الأولى، ترميم الواجهات الرئيسية بالعودة للأصول الأثرية لألوان الواجهات الخارجية، وإظهار العناصر الزخرفية وترميم التالف منها ، كما تم معالجة الأخشاب وإعادة الدهان و عمل ترميم شامل للممر الرئيسي لمدخل المسرح بالأوبرا، وأنتهت المرحلة الأولى من عمليات عزل السطح العلوي للمبنى لحمايته من عوامل التعرية المختلفة.
و من المتوقع أن يتم بعدها الإعداد للبدء في المرحلة الثانية من المشروع، والتي تشمل تطوير ورفع كفاءة صالة العرض الرئيسية للمسرح.
جدير بالذكر أن دار أوبرا الإسكندرية “مسرح سيد درويش”، يُمثل تحفة معمارية ويُعد من أقدم المسارح فى مصر، تم وضع حجر الأساس له عام 1918، وأطلق عليه اسم “تياترو محمد علي” وصممه المهندس الفرنسي “جورج بارك”، مستوحيًا عناصر من “أوبرا فيينا”، ومسرح “أوديون” في باريس، وزين المبنى بمجموعة من الزخارف الفريدة ذات الطابع الكلاسيكي الأوروبي، وتم افتتاح المسرح عام 1921 وقدمت عليه عروض عديدة مصرية وأجنبية، وفي عام 1962 تم تغيير اسمه من “تياترو محمد علي” إلى “مسرح سيد درويش” تكريمًا لعبقري الموسيقى العربية ابن الإسكندرية الشهير، ومع مرور الزمن أُدرج بقائمة التراث المصري، وبدأت عام 2000 عمليات مكثفة لتجديده، وبعد عدة سنوات من العمل الدؤوب والماهر داخل المبنى من ترميم وزخرفة عالية الجودة، عاد المبنى لسابق عهده، وإلى رونقه وبهائه، وأدخلت الدولة عليه الإمكانات الفنية اللازمة لكي يصبح داراً للأوبرا المؤهلة لمنافسة دور الأوبرا العالمية .