كتبت : هبة عبدالفتاح
تعدّ قرى “وادي الغيل” التابعة لمحافظة المجاردة (180 كيلومتراً شمال مدينة أبها) وجهة سياحية مميزة للباحثين عن الطبيعة والاسترخاء، وذلك لاعتدال الأجواء فيها طوال العام بحكم موقعها الجغرافي الواقع ما بين سهول تهامة ومرتفعات جبال السروات، إضافة إلى ما تتميز به من ثروة زراعية وبيئية متنوعة.
ويطلق على تلك المنطقة الجاذبة بطبيعتها مسمى “وادي الغيل” رغم اختلاف طبيعتها الجغرافية عن هذا المسمى، ويعود ذلك إلى ما تحتويه من عيون مياه جارية طوال العام، أسهمت في ارتفاع نسبة اعتماد سكانها اقتصاديًا على الثروة النباتية والحيوانية، حيث تشتهر مزارع “وادي الغيل” بزراعة أشجار الموز، والبن البلدي، والمانجو، والجوافة، والعنب، والتين، والليمون، والبرتقال، إضافة إلى النباتات العطرية، وإنتاج العسل.
ويحتوى المكان على 4 قرى صغيرة تتميز بخصوبة أراضيها وتقدر مساحتها الإجمالية بأكثر من 15 ألف كيلومتر مربع، وبيوتها المبنية من الحجارة تنفرد بإطلالات ساحرة على مزارع الوادي، الأمر الذي يجعلها وجهة الباحثين عن الطبيعة والاسترخاء.
وبوصف الزراعة المصدر الاقتصادي الرئيس الذي يعتمد عليه سكان تلك القرى، تجد محاصيل مزارعي “وادي الغيل” رواجًا مميزًا، وذلك لجودتها وخلوها من المواد المُصنعة ونظرًا لما تتمتع به القرى من وفرة المياه سواء العيون الجارية أو الأمطار التي تصل للمزارع من قمم الجبال عبر ممرات مبنية من الحجارة، لتتم السقاية وفق جدول زمني وكمي متفق عليه بالتراضي فيما بين المزارعين.
ويشير صاحب إحدى مزارع “وادي الغيل” علي آل دهيس أن مصادر المياه تعتمد على مشروع نفّذ عام 1405 هــ، ويضم 9 عيون موزعة بواقع 5 في أعلى الوادي و 4 عيون في أسفله، لافتًا إلى أنه يتركز اعتماد المزارعين خلال الفترة الحالية على العيون التي في أعلى الوادي نظراً لقلة الماء في العيون الأخرى.
وتحظى قرى وادي الغيل باهتمام ومتابعة سمو أمير منطقة عسير رئيس هيئة تطويرها، الأمر الذي أسهم في تحسين إيصال خدمات الاتصالات والكهرباء وصيانة وفتح بعض الطرق رغم صعوبة التضاريس، فضلاً عن عناية سموه بإعادة تأهيل قرى الوادي لتنظم إلى وجهات منطقة عسير السياحية المستدامة.
كما شمل اهتمام ودعم القيادة الرشيدة مزارع قرى وادي الغيل وذلك من خلال مبادرة (تأهيل المدرجات الزراعية وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار بالجنوب الغربي من المملكة) التي أطلقها فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بعسير مؤخرًا، وذلك لإعادة تأهيل المدرجات الزراعية من خلال تأهيل مصادر المياه، وتوفير شبكات ري حديثة، إضافة إلى ترميم جدران عدد من المدرجات.