أخبار عاجلة

ورحلت أختي

 بقلم : أميمة عبد العزيز زاهد

تم النشر بواسطة :عمرو مصباح

وللمرة الثالثة أحسست باليتم  بعد أن رحلت أختي الغالية ولبت نداء ربي وعادت الأمانة إلى خالقها لتلتحق بوالدي وولدي عند رب رحيم ودًعْت الوفاء دنيانا في اليوم الذي أحبته يوم الجمعة عند أذان الفجر وكان آخر ما سمعته خطبة الجمعة ودفنت في المكان الذي تعلق قلبها به مكة المكرمة فأحب الله لها دفنها فيما أحبت إنما اشكو بثي وحزني الى الله فهو سبحانه يعلم صراع صمتي وجفاف دمعي وأنين قلبي اللهم رحمةً و جبراً يليق بجلالك ورغم توسّد الحزن في أعماقي بفراق أحبابنا ولكن ظني كبيرٌ أنهم ينعمون في كنفِ رب عظيم رب غفور رحيمغابت عن دنيتي أختي….. والأخت حكاية لا يمكن أن تصفها حروفي ….فالاخوة علاقة خاصة لا تعوض ابداًفمنذ طفولتنا والإيثار وحب العطاء كان يسري في دمها عطاء بدون مّْن ولا أذى عطاء من كان همُه رضا الله والآخرةإنها معلمتي ومرشدتي وقدوتي منذ صغري   ورغم شخصيتها القيادية والقوية إلا أنها كانت تفيض حباً وحناناً  اتذكر عندما كانت في بداية حياتها الوظيفية لم تنسى أن تسعد (أخوتها الصغار) بمبلغ شهري من راتبها المتواضع  وكبرنا وكبر حبها في قلبي واستمر عطائها في جميع جوانب حياتي تتلمس حاجاتي وتشعر بحالتي دون أن أتكلم وتبادر بالتخفيف عني ومساندتي وابتسامة الرضا  تعلو وجههاولن انسى مساندتها ووقوفها بجانبي أثناء مرض ولدي وبعد وفاته رحمه الله وكيف إنها كانت تتابع الوضع من بعيد لم يفوتها صغيرة ولا كبيرة في امور انتقالي من حياة الى حياة اخرى مختلفة رحلت عن عالمي من كانت تُشد من أزري وتدعمني وتساعدني وتفتخر بنجاحاتيومن المواقف التي لن أنساها مفاجأتها وتقديمها أثمن هدية بدعوتي لأداء فريضة الحج  معها ومع أسرتها كانت بالنسبة لي اليد العليا في أمور وحده الله من يعلمها ويحصيها كنت أعتبرها رحمها الله مرآتي الشخصية  التي توضح لي اخطائي وعيوبي بكل أمانة وصدق وتنصحني وتُرشدني بحب  رحلت من كان صدرها يتسع للجميع وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم بعطاء ممتد للكبير والصغير  القريب والبعيد عطاء في صمت كانت ترافق المريض وتواسيه وتسعى لقضاء حوائج الناس وتقدم أولويات من حولها على أولوياتها رحلت الكريمة المتواضعة رقيقة القلب رفيقة المساكين والضعفاء فكانت سعادتها وراحتها في إسعاد من حولها رحلت من كانت تستمع أكثر مما تتكلم ومن كانت تنصت بكل حب وحنان وهدوء لأبنائنا الذين تعودوا اللجوء اليها  لتزرع في نفوسهم محبة الله ومحبة رسوله عليه الصلاة والسلام وتملأ أرواحهم بالتفاؤل والإرادة والطمأنينة والسكينة و تمدهم بالقوة كانت كالبلسم تداوي جراحهم وكالضوء الذي ينير طريقهم وترشدهم إلى الصواب رحلت الشعلة التي بنت وأسست وأضاءت بروحها وحنانها أسرة رائعة… وتركت منزلها العامر بذكريات ومواقف وأحداث لا ولن تنسى رحلت من كانت بجانب أمي وتسعى لكسب رضاها وتلبية رغباتها دون كلل أو ملل وحثها للاستزادة من أعمال الخير لنيل رضا الله فقد كانت تحب الصلاة جماعة معها وتدارس القرآن وترديد الأوراد اليومية معاً وتذكرها بصيام التطوع وكم وكم من المرات التي اصطحبتها للحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة فقد كانت نِعم الابنة البارة والأم الحنونة والأخت الرؤوم والزوجة الصالحة رحلت الحنونة الطيبة المحبوبة التي أحبها كل من عرفها محبة صادقة في الله ولله صاحبة الحلم والأناةمن لا تعرف العتاب واللوم تسامح  وتصفح وتُحسن رحلت الشجرة الظليلة المثمرة القانعة الصابرة بعد أن عاشت لآخرتها وليس لدنياها رحلت من كان الخوف والحياء من الله من صفاتها وحب الرفقة الصالحة من مميزاتها وتقول نحن نحتاج من يذكرنا بربنا ومن يعاوننا على فعل الخير وتدعوا بقولاللهم دلنا بك عليك ودلنا على من يدلنا عليك طبقت رحمها الله تعاليم الإسلام في أسلوب حياتها وتعاملاتها وعلاقاتها فأصبحت قدوة لكل من حولها اللهم إنا لا نزكيها عليك فأنت سبحانك حسيبها اختي الغائبه الحاضره غادرت دنيانا ولم تغادري قلوبنا وحياتنا ستستمر بدونك لكن لن تكون بذات الطعم ولا ذات الروح. ؟  لن يعود الزمن بنا حيث كنا نستنير بوجودك ونسعد بنقاء روحك… لكن بذاك الحب الذي غرسته في قلوبنا، ستبقين معنا إلى الأبدفيا أختاه وتوأم روحي سبقتيني الى دارك لتنعمي بإذن الله بروح وريحان حتى يحين يوم اللقاءمع أحبابنا في مستقر رحمته في ظلال على الأرائك متكئون على سرر متقابلين كما كنتِ دوماً ترددياللهم إنا نشهد بأننا تعلمنا منها الكثير وساعدت الكثير وحبت وضحت ووهبت وأعطت بكل أمانه و صدق وإخلاص فأكتب لها اجرا لا ينقطع واجعل مرضها كفّارة لذنوبها واكتبها عندك من الشهداءفسبحان من أسكن موتانا في قلوبنا ليجعل لهم النصيب الأعظم من دعائنا  يا عظيم يرجى لكل عظيم أغفر وأرحم وأعفو عن موتى   المسلمين وبلغهم شفاعة نبينا محمّد عليه الصلاة والسلام ولا تحرمنا وإياهم من رؤية وجهك الكريم واجعلنا من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وسبحان من بيده البداية والنهاية

-للتواصل مع الناشر على فيس بوك:

https://www.facebook.com/amr.misbah?mibextid=ZbWKwL

-الصفحة الرئيسية للصحفي عمرو مصباح على فيس بوك:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100083015460457&mibextid=ZbWKwL

-اقرأ أيضا:

بالصور || الفنان رشوان توفيق يشهد مناقشة رواية (بنت العزيز) للدكتورة هبة عبد العزيز بنقابة الصحفيين

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

د شيرين العدوي تكتب : ألف

هل نحن مستعدون للتفكير فى حياتنا، وقراراتنا، وما نخفيه داخل أعماقنا؟! هل نعيش حياتنا بصدق؟ …