الجدي والحمل .. وغدر الأقرباء
قصة قصيرة جدا
بقلمي / ياسر عامر
ذهب ” الجدي” يوما حالما بالماء…. وزاد الحلم حلما ان يجد أيضا غذاء، استيقظ مصرا ان يحقق احلامه بعد زمن نعاسه ها هو قد فاء، فشعر علي رغم وجوده في زحام كأنه تائه في صحراء جرداء، لا زرع فيها ولا ماء.
تلفت حوله فوجد ” الدلو” فحمله مصرا ان يملأه بالماء، ذهب مسافة طويلة واقترب من النهر ليروي عطشه شاكرا رب السماء، ولكن قفز الحوت”فجاة أراد التهامه او جزء منه وتسيل منه الدماء، فجري بعيدا مسرعا وهو ما زال عطشان يحتاج بشدة للماء، ظهر في طريق عودته ” الحمل” فحذره من الذهاب للنهر وأقنعه بالذهاب معه بعيدا عن الصحراء، يرافقه في رحلته باحثين عن سفينة او مركب تقلهما وتذهب بهما بعيدا لأرض او فناء، قابلهما “الثور” و أراد اصطحابهما ليبحثوا معا عن الغذاء، رفض الجدي طلبه باعتباره قائد في السراء والضراء ، وعلل ذلك لاختلاف الاحجام، ونظرة العوام واصرارهما علي ان يكونا فقط ” الجوزاء” لا ثالث لهما وهم بذلك سعداء.
وعندما اقتربا من شاطئ البحر… املين ان يحققان حلمهما في عدم البقاء، فاعترضهما ” السرطان ” بالشاطئ وهو يجري مسرعا كصاروخ يخترق الفضاء، فخافا متجهين الي الغابة فاستقبلهما “الأسد” يبتسم مظهرا أنيابه في غباء، فتملك الرعب منهما وأسرعا كسفينة الصحراء، ليجدان” العذراء” فتاة جميلة ببراءة ذئب إخوة يوسف و السيارة والرفقاء فاقتربا منها لتنقذهما باعتبارهما لطفاء.
ولكنها كانت تحلم بطعام من اللحم الشهي تلتهمه وترتشف منه الحساء، بعيدا بمفردها في جو من الهدوء و الصفاء، فذبحتهما وأخذت تقطع من لحمهما قطع متساوية كانها تستخدم” الميزان” و بسبب رائحة الشواء ظهر ” العقرب” كأنه شيطان ساقط من الفضاء، فتركت اللحم دون أن تتذوقه او حتى تشم رائحة الحساء، وهي مسرعة ليصيبها ” القوس” بالخطأ وما أكثرها هي الاخطاء، من صياد الغابة صديق في شدة وعناء، فتبسمت كالبلهاء وسقطت مرددة من غدر يُغدر به حتى لو كان من اقرب الاقرباء..