كتبت : هبة عبدالفتاح
نجحت المؤسسة السعودية العامة لتحلية المياه المالحة في تحقيق إنجاز نوعي في مجال صناعة التحلية وخدمات المياه، بابتكار طريقة جديدة لرفع جودة المياه المحلاة والمنقولة وحلّ مشكلة تكون أيون البرومات فيها، إذ تمكَّن باحثون من معهد الأبحاث والابتكار وتقنيات التحلية ومنظومة إنتاج الشعيبة،من الوصول إلى أسلوب مبتكر لحلّ هذه المشكلة المؤثرة على جودة المياه المنتجة والمنقولة من صناعة التحلية؛ نتيجة تفاعل أيون البروميد الموجود طبيعيًّا في المياه المنتجة،بواسطة المواد المعقمة مثل مادة هيبوكلوريت الصوديوم.
وجرى تطبيقها على المياه المنتجة والمنقولة من منظومة إنتاج الشعيبة، وأظهرت النتائج اختفاءً تامًّا لأيون البرومات ونواتج التعقيم الثانوية الأخرى في كامل سلسلة إمداد المياه من المصدر،مرورًا بالأنابيب وصولاً إلى محطات الخزن الطرفية لتوزيع المياه في كل من مكة المكرمة والطائف.
ويسهم هذا الابتكار في تخفيض تكاليف استخدام المواد المعقمة بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالطرق الأخرى المماثلة، ويعمل على تثبيط تكون نواتج التعقيم الثانوية الأخرى من نوع الملوثات العضوية؛ مما يمثل إضافة علمية غير مسبوقة.
يأتي هذا الإنجاز استكمالًا لمسيرة المؤسسة الابتكارية في تطوير الحلول التقنية لأعمال المياه،وتذليل العقبات الأكثر إلحاحًا في مجال صناعة التحلية،بإسهامه في المحافظة على البِنية التحتية لشبكات المياه بالتخلص من التآكل وتعزيز أمان وسلامة وموثوقية أعمال المؤسسة،وجودة المياه المنتجة بإمكانية زيادة تراكيز الأملاح الذائبة فيها، ورفع موثوقيتها إلى الفئة الممتازة، طبقًا للمواصفات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
وتواصل “التحلية” المضي قدمًا في تعظيم اهتمامها بالبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار،ضمن خططها الإستراتيجية لمواكبة مستهدفات رؤية المملكة 2030، على نحوٍ مكنَّها من ريادة صناعة المياه في العالم،وحصولها على عدد كبير من براءات الاختراع والإنجازات القياسية في الإنتاج وكفاءة الطاقة،عبر ذراعها البحثي “معهد الأبحاث والابتكار وتقنيات التحلية” الذي طوَّع خبراتِه وأبحاثَه وطاقاتِه المعرفيةَ خلال 3 عقود لتطوير صناعة التحلية في المملكة والعالم، وتحسين كفاءة المحطات وزيادة قدراتها وجودة إنتاجها.