بقلم المستشار الدكتور خالد السلامي
في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، يكون من المناسب النظر إلى الدور البارز الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال الهام. في ظل التحديات العالمية المتزايدة، لم تدخر الإمارات جهداً في مكافحة تعاطي المخدرات والاتجار فيها، بل أولت اهتماماً بالغاً لهذا القضاء واتخذت عدداً من الإجراءات والقرارات التي كان لها أصداء إيجابية على صعيد الإحصائيات.
في حين أن العالم يحيي هذا اليوم، يُركز على التوعية حول المخاطر الصحية والاجتماعية للمخدرات، وتعزيز الجهود المبذولة في مكافحة هذا الظاهرة العالمية. والإمارات هي من بين الدول القلائل التي تقف في طليعة هذه الجهود.
في يونيو من العام الجاري، أعلنت الإمارات عن تشكيل مجلس مكافحة المخدرات برئاسة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية، في خطوة استباقية وحاسمة للحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة. يهدف المجلس إلى وضع استراتيجية وطنية متكاملة لمكافحة المخدرات، تتضمن الوقاية من المخدرات والتوعية بأضرارها، وتعزيز سبل الكشف المبكر عن تعاطيها، وتوفير خدمات العلاج الطبي، والتأهيل النفسـي من الإدمان عليها. هذه الخطوة التي تبرز الدور الريادي الذي تقوم به الإمارات في مكافحة المخدرات على الصعيد العالمي.
في الإمارات، يتم التركيز بشكل خاص على الوقاية والعلاج، إذ يتم تقديم الدعم للأشخاص الذين يتعافون من الإدمان على المخدرات، مع تعزيز آليات الدمج المجتمعي والوظيفي لهؤلاء الأشخاص. هذا يشمل التأكيد على التكامل المؤسسـي الاتحادي والمحلي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمواد المخدرة والمؤثرات العقلية.
ومع ذلك، فإن الجهود لا تقتصـر على الحدود الوطنية فقط. الإمارات تلعب دوراً محورياً في الجهود العالمية لمكافحة المخدرات، وتقدم الدعم للدول الأخرى في هذا القطاع، وتشارك بنشاط في الأنشطة والمبادرات الدولية. هذا يعكس الالتزام القوي للإمارات بالتعاون الدولي في هذا المجال، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وما وراءها.
إن مكافحة إساءة استعمال المخدرات ليس فقط واجب أمني، بل له أهمية بالغة للحفاظ على الشباب. فشباب الوطن هم المستقبل، وهم الذين سيقودون الإمارات إلى المستقبل. الإدمان على المخدرات يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية التي يمكن أن تعوق قدرة الشباب على المساهمة بشكل فعال في المجتمع.
تركز الإمارات بشكل خاص على الوقاية والعلاج، وتقديم الدعم للأشخاص الذين يتعافون من الإدمان على المخدرات. هذا الدعم يتضمن تعزيز آليات الدمج المجتمعي والوظيفي للأشخاص الذين تعافوا من الإدمان. هذا يعكس الرؤية الاستراتيجية للإمارات، وهي تحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للشباب.
بالإضافة إلى ذلك، الإمارات تعتبر أن الشباب هم مصدر قوة الدولة. من خلال تقديم الدعم اللازم للشباب وتشجيعهم على الابتعاد عن المخدرات، تسعى الإمارات للحفاظ على هذه القوة وتعزيزها. الإمارات تدرك أن الشباب هم القادة المستقبليين للدولة، ولذلك فهي تعمل على تقديم الدعم اللازم لهم ليصبحوا قادة فعالين ومساهمين إيجابيين في المجتمع.
في النهاية، الجهود المستمرة للإمارات في مكافحة المخدرات تهدف إلى ضمان مستقبل أفضل للشباب. من خلال التركيز على الوقاية والعلاج، تستثمر الإمارات في مستقبلها، بتعزيز صحة ورفاهية الشباب، الذين هم في النهاية مصدر قوتها.
في هذا اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، نعترف بالجهود الجبارة التي تبذلها الإمارات للقضاء على هذا الآفة. تستحق الإمارات الثناء والاعتراف بما تقوم به من أجل إرساء مستقبل خالٍ من المخدرات للأجيال القادمة.
وفي ختام هذا المقال، نتقدم بكل الشكر والعرفان لأجهزتنا الأمنية، الأعين الساهرة التي تحرص دائماً على أمن الوطن وحماية أفراد المجتمع. هؤلاء الرجال والنساء الشجعان يعملون بلا كلل لحماية أسرنا من براثن السموم المخدرة ولملاحقة العابثين بأمننا واستقرارنا.
فلهم منا كل التقدير والاحترام على الجهود التي يبذلونها بلا هوادة لحماية الوطن وأبنائه. نتمنى لهم مزيداً من النجاح والتوفيق في مهمتهم السامية، ونعد أن نواصل دعمهم والوقوف إلى جانبهم في معركتهم النبيلة ضد المخدرات.
وفي النهاية، نتذكر دائماً أن الجهود الجماعية والتضامن هما المفتاح للتغلب على هذا التحدي. لنعمل جميعاً معاً لحماية شبابنا ومستقبلنا من الأضرار الناجمة عن المخدرات. شكراً لكم، أبطالنا في الأجهزة الأمنية، على كل ما تقدموه من أجل وطننا الحبيب.