متابعة – علاء حمدي
ضمن فاعليات المؤتمر العلمى الدولى بجامعة محمد الخامس بالرباط، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، يقدم الباحث المصرى محمد جمال الدين أمين ورقته البحثية والتى تحمل عنوان إستلهام الثيمة البدوية في بعض ألحان زكريا أحمد السينمائية ، دراسة تحليلية تطبيقية، ألحان فيلم سلامه نموذجاً، وذلك الخميس المقبل الموافق السادس من يوليو .
تناولت الدراسة الحياة البدوية وما يكتنفها من عوامل جغرافية وبيئية وإجتماعية ودينية، ذات تأثير كبير على مواضيع الغناء البدوي وطبيعته، وعلى العناصر الموسيقية المكونة لهذا الغناء من لحن وإيقاع وشكل بنائي وآلات موسيقية وأسلوب أداء .
وتذكر الدراسة أن الغناء البدوي يميل إلى النغمة الطويلة العروض، العالية الشدو، كما أنه ينساب ممطوط الكلمات متصلها يكاد يمتلئ بها جوف المغني وفمه، حتى أن البعض لا يستطيع أن يفهم كلمات الغناء من أول مرة بل يحتاج في ذلك إلى إرهاف سمع وتكرار، ولعل هذه الصفات نابعة من كونه غناءً صحراوي النشأة، فهو في الأصل وُجد لإيناس النفس في الصحراء المُوحشة الواسعة.
ويقول الباحث كان لظهور الفيلم الغنائي في السينما المصرية ، وبالتحديد منذ عام ١٩٣٢ م ، الأثر الكبير في تقديم وإستلهام أشكال وسمات وخصائص الأغنية البدوية ، وقد برع زكريا أحمد من خلال إستلهام الثيمة البدوية فى تقديم بعض ألحانه البدوية داخل الدراما السينمائية ، والتي تميزت بالتعبيرية وجمعت بين التطريب والتعبير، وتميزت بوجود مكنونات فنية غير مألوفة في الصياغة اللحنية .
تمحورت مشكلة الدراسة حول أن الأغنية البدوية هى أصل الغناء العربي، وهو ذلك الغناء الذي يخص المجموعات البشرية التي تقطن البادية العربية، وقد كان للبيئة الجغرافية الأثر الواضح في الغناء البدوي، فالبدوي لم يأخذ من الصحراء والبادية قساوتها فقط، بل أخذ منها الشجاعة والكرم وصفاء الروح .
كما يعد زكريا أحمد واحداً من أهم مستلهمى الثيمة البدوية لتقديم ألحانه البدوية فى الدراما السينمائية المصرية، والتي أخذت أشكال غنائية غير مألوفة من حيث الصياغة اللحنية .
وعليه فإن الباحث يعتقد أن ثمة عوامل مهمة تشجعه لدراسة الإبداع اللحنى عند زكريا أحمد فى إستلهامه للثيمة البدوية داخل الدراما السينمائية .
ويمكن تلخيص هذه الإشكالية فى التساؤل التالى :
بيان مدى الإستلهام للثيمة البدوية عند زكريا أحمد فى تقديم بعض ألحانه السينمائية .
هدفت الدراسة إلى تحقيق
التعرف على الإستلهام عند زكريا أحمد فى تقديم بعض ألحانه السينمائية، والتعرف على الألحان البدوية عند زكريا أحمد فى الدراما السينمائية، أيضاً التعرف على أسلوب صياغة الألحان البدوية فى أعمال زكريا أحمد السينمائية .
ترجع أهمية الدراسة إلى التعرف على نماذج من إستلهامات زكريا أحمد للثيمة البدوية فى بعض ألحانه الألحان البدوية السينمائية، مع التطرق وإلقاء الضوء على أسلوب الصياغة اللحنية عند زكريا أحمد فى تقديم لتلك الأغانى .
المنهج هو الطريق الإجرائى ، للوصول إلى حل المشكلة أو بمعنى آخر ، هو الإجراءات والخطوات التى يتبعها الباحث لدراسة المشكلة ويعرف بأنه، مجموعة الأطر والإجراءات والخطوات التى يضعها الباحث لدراسة مشكلة معينة ، ولأغراض هذه الدراسة اعتمد الباحث على المنهج التحليلى التطبيقى .
ولأغراض هذه الدراسة اعتمد الباحث على ثلاث حدود هى :
الحد الموضوعى : إستلهام الثيمة البدوية فى بعض ألحان زكريا أحمد السينمائية .
الحد المكانى : جمهورية مصر العربية .
الحد الزمنى : عام 1945 م ، وهى السنة التى استلهم فيها زكريا أحمد الثيمة البدوية ، لتقديم بعض ألحانه البدوية داخل الدراما السينمائية، من خلال فيلم سلامه .
تكون مجتمع الدراسة الحالية من أغانى فيلم سلامه وهى : غنى لى شوى ، سلام لله، فى نورمحياك، عين ياعين ياعينى، الفوازير .
أما عينة الدراسة : ذكر الباحث أنه لغرض تحقيق أهداف الدراسة تم اختيار ديالوج الفوازير ، وقد تم اختيار هذا الديالوج لبيان كيف استطاع زكريا أحمد استلهام الثيمة البدوية فى تقديم بعض من ألحانه السينمائية ، إضافة أن هذا الديالوج تميز بمكنونات فنية لحنية متعددة ، وأيضا للتعرف على مكونات البناء اللحني لهذا الديالوج ، إلى جانب أن هذا الديالوج تميز بنهج تلحينى غير تقليدى .
كما حدد الباحث تعريف لبعض المصطلحات حيث ذكر أن البَدْو: اسم أطلق على الناس الذين سكنوا الصحراء (البادية)، واحترفوا تربية الماشية، وتنقلوا من مكان لآخر طلباً للكَلأ والماء.
أما الغِنَاءُ البَدَوي: هو ذلك الغناء الذي يخص المجموعات البشرية التي تقطن البادية العربية وله أشكاله وقوالبه الخاصة، وهو أصل الغناء العربي.
ومفردة ديالوج : كلمة يونانية تتكون من لفظين (ديا) بمعنى ثنائي (لوج) بمعنى أداء أو إلقاء، أي أداء ثنائي ، وهو نوع من الغناء يشترك في أدائه صوتين هما عادة مطرب ومطربة، وهو عمل غنائي موظف ضمن عمل درامي .
كما عرف الباحث الثيمة ذاكراً أنها تعريب للكلمة الأجنبية ( Thought idea) ، أى الفكرة ، كما أن كثيراً من أساتذة الموسيقى الأكاديميين في البلدان العربية يتداولون اللفظة علي صورتها الدخيلة، والثيمة هي الفكرة الرئيسية التي تتغلغل في هيكل العمل الفني كالدم إنها موضوعه .
وقد جاء من أهم النتائج الخاصة بالدراسة والتى توصل لها الباحث :
– أوجد زكريا أحمد من خلال إستلهامه للثيمة البدوية فى لحن داليوج الفوازير ، شكل غناء جديد وهو أداء (الريستاتيف) ، وهو الغناء على درجة واحدة أو درجتين بأشكال إيقاعية حسب اللحن الذى يردده المطرب.
– وظف زكريا أحمد من خلال إستلهامه البدوية فى ديالوج الفوازير الجمل الموسيقية، للتعبير عن الجو البيئى المرتبط بالمشهد السنيمائى .
– التوظيف الدرامى فرض شكل حوارى جديد غير متداول فى مجال الغناء التقليدى ، فجاء ديالوج الفوازير بمعنى طرح موضوع العشق من خلال أسئلة حوارية، بين المغنية والشيخ الكبير ومجموعة المرددين للتعبير عن حفل السمر .