يارا المصري
استمرت الأعمال في مدينة جنين كالمعتاد، بالرغم من التوتر الأمني ، ودخول جيش الاحتلال إلى مخيم جنين للاجئين، و قد طالب التجار والبائعون في السوق من الناس التأكد من الحفاظ على الهدوء وتوخي الحذر حتى لا يتم فرض قيود على دخول مدينة جنين، وبذلك سيكون لعجلة التجارة القدرة على الاستمرار كالمعتاد لأن ذلك مهم جدًا لعودة الحياة إلى المدينة.
وعن الوضع الاقتصادي للمخيم، يروي صاحب محل لبيع الملابس الرجالية – أنه وعلى الرغم من أن الحركة خجولة نسبياً، إلا أنها أفضل مما توقعها من سوء.
ويعزو التاجر السبب لدخول أهالي مناطق الداخل المحتل 48 إلى المدينة، مما ساهم في تحريك الوضع التجاري في المدينة نسبياً، ويضيف “لكن فيما يتعلق بأهل المدينة فالفرح منقوص، ويخيم عليه الأجواء التي فرضها الاحتلال من اقتحامات دائمة”.
فيما يعزو تاجر آخر سبب الحركة الخجولة لارتفاع الأسعار لدى الكثير من المحال التجارية، ولأزمة رواتب ودفع نسب مئوية منها، ما يجعل المواطنين يشترون أهم الحاجات ويبحثون عن أقل الأسعار، فيما الكثير منهم يفاجؤون بالأسعار ويحجمون عن الشراء.
وقد تناولت عدة تقارير صحافية الضوء على الجوانب المختلفة التي يعيشها مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، الذي يعيش أصعب أوقاته، ورغم ذلك فهو يضج بالحياة بصورة مدهشة، فمخيم جنين للاجئين يوجد في أصعب أوقاته وأعنفها منذ الانتفاضة الثانية، فمقبرة المخيم تعج بقبور الشهداء.
ولكن الحذر لا يزال يسود المشهد، حيث في كل التقاء مع زقاق، وبالطبع على جميع مداخل المخيم باستثناء مدخل واحد، توجد حواجز من الحديد على جانبي الشوارع، في الساعة الحادية عشرة ليلا هناك من يأتون ويضعونها على عرض الزقاق، هذه الحواجز التي يرفعها الجيش أحيانا بواسطة الجرافات وأحيانا يقوم بتفجيرها، تعيق دخول القوات وتعطي الوقت للمسلحين في المخيم كي ينظموا أنفسهم.
كما أن كاميرات الحماية تظهر الآن في كل زاوية، هي إضافة جديدة لزينة المخيم الذي تحول إلى حصن، وفي حالة اقتحام قريب يشغل المراقبون على مداخل المخيم صافرة إنذار تسمع في كل المخيم.
والبيوت في المخيم بنيت على سفح جبل وعلى قمته بضعة بيوت جديدة أكبر نسبيا..، السفر السريع في أزقة المخيم يظهر صورة أصعب من السابق، شيء ما ثقيل ومهدد يحدث في هذا المخيم المكتظ والذي هو غير موجود في مخيمات اللاجئين الأخرى”.
أمام المستشفى الحكومي في المدينة على مدخل المخيم، ما زال هناك تمثال الحصان الذي وضعه الفنان الألماني توماس كلبر، والذي صنعه من قطع السيارات وسيارات الإسعاف التي تم تدميرها أثناء الاشتباكات في عملية “السور الواقي” في 2002، الحصان الآن محاط بصور الشهداء، أحيانا يبدو أن الوقت في المخيم يرفض التقدم، وأحيانا يبدو أن الوقت لا يتوقف هنا ولو للحظة.